مغامرات في تشيلي: تابعوا سفراء قطر من المؤثرين في رحلتهم من سانتياغو إلى رابا نوي
2025/11/12
الأعوام الثقافية
false
2025/11/12

ومن وسط مدينة سانتياغو الصاخبة إلى الغموض الخالد لجزيرة رابا نوي (جزيرة الفصح)، اكتشف السفراء المؤثرون لبرنامج الأعوام الثقافية مدى ارتباط التقاليد اللاتينية الأمريكية بجذورها العميقة في التراث والمجتمع والفخر.

وبالنسبة لصنّاع المحتوى القطريين أنس أبو قمر، وخليفة الهارون، وعيسى الجمالي، ودلال الجعفري، وعبدالعزيز العجيل، وعبدالرحمن الأشقر، ونورة أبو حليقة، لم تقدم تشيلي لهم مناظر طبيعية خلابة فحسب، بل منحتهم لقاءات مؤثرة لامست جذورهم الثقافية العميقة.
وكما قال أنس: "بصراحة، كانت الرحلة بأكملها في حد ذاتها أبرز ما في التجربة. فقد كان السفر إلى هذا الجانب من العالم واكتشاف أوجه الشبه والاختلاف المذهلة أمرًا رائعًا. ومثلت اللحظات المتميزة مثل زيارة رابا نوي، واستكشاف إل كالافاتي، وزيارة نادي ديبورتيفو بالستينو تجارب لا تتكرر حقًا في العمر."

عند وصولهم إلى سانتياغو، وجد صانعو المحتوى أنفسهم في قلب احتفالات "فيستاس باترياس"، وهي الاحتفالات بعيد استقلال تشيلي الذي يصادف 18 سبتمبر. وقد امتلأت الشوارع بالاستعراضات والرقصات والموسيقى والأطعمة التقليدية، التي أضفت أجواءً مفعمة بالحياة والبهجة.
واستكشفت المجموعة المعالم الثقافية للمدينة وأسواقها الصاخبة وساحاتها التاريخية، حيث لمسوا دفء شعب سانتياغو وحسن ضيافتهم. ووصفت نورة انطباعاتها الأولى عن عاصمة تشيلي قائلة: "أول ما لفت انتباهي هو المناظر الطبيعية في مدينة سانتياغو، والأفق الممتد بلا نهاية، وكيف تحيط الجبال بالمدينة. وفي الليل، كانت النجوم براقة بشكل لا يُصدق، حتى أن عيناي دمعت من التأثر عندما رأيت مجرّة درب التبانة بوضوح تام، فقد كان مشهدًا ساحرًا بالفعل."

وكان من بين لحظات التبادل الثقافي التي تركت أثرًا عميقًا في وجدان عبدالرحمن هي لقاؤه مع السكان المحليين الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالتعرف على دولة قطر وتقاليدها. وأوضح قائلاً: "تبادلنا القصص حول ثقافاتنا، بدايةً من الطعام إلى الموسيقى، وأدركنا جمال المشاركة والتفاهم المتبادل."
من بين المحطات ذات المعنى العميق في جدول الرحلة زيارة نادي ديبورتيفو بالستينو، وهو نادي لكرة القدم أسسه المهاجرون الفلسطينيون في عام 1920.

وعندما سُئل عن أبرز اللحظات التي مر بها خلال الرحلة، قال أنس إنها كانت بالتأكيد الجولة التي قمنا بها في الملعب، حيث أوضح: "لقاء أشخاص يشاركونني جذوري، كوني أنحدر من أصول قطرية وفلسطينية، جعلت التجربة عاطفية ولا تُنسى."
واليوم، يعيش حوالي 500,000 فلسطيني في تشيلي، ما يجعلها أكبر جالية فلسطينية خارج العالم العربي، ويظل النادي رمزًا قويًا للهوية والصمود. وفي إطار برنامج العام الثقافي قطر - الأرجنتين وتشيلي 2025، سيسافر فريق كرة القدم أيضًا إلى الدوحة في وقت لاحق من العام الحالي.

انطلاقًا من سانتياغو، توجه السفراء في رحلتهم إلى الغرب. وغادرت المجموعة البر الرئيسي وقطعت مسافة 3,500 كيلومتر من المحيط الهادئ للوصول إلى جزيرة رابا نوي النائية، المعروفة أيضًا باسم جزيرة الفصح. وأمضى السفراء المؤثرون وقتًا في استكشاف المناظر الطبيعية البركانية لمواقع مثل أهو تونغاريكي ورانو راراكو.

وبالنسبة لدلال، كانت تلك الأيام التي قضتها على الجزيرة هي الأبرز في رحلتها إلى تشيلي. ووصفت هذه التجربة قائلةً: "شعرتُ في رابا نوي وكأنني في عالم آخر، حيث تحمل تماثيل موي في طياتها قدرًا كبيرًا من الغموض والروحانية. فقد كان التجول في الجزيرة أشبه بالتجول في متحف مفتوح، وتبقى طاقة الجزيرة معك طويلاً بعد مغادرتك."
وأوضح عبد الرحمن أن التجربة فاجأته حقًا فقال: "لم أكن أتوقع أن أشعر بهذه الطاقة العميقة من المكان وتاريخه. وقد مثلت رؤية تماثيل المواي عن قرب، مع تلك السماء الساحرة المرصعة بالنجوم، تجربة روحية بحتة."

من خلال كل محادثة، وعرض، ومائدة طعام مشتركة، وجد السفراء أصداءً من الوطن. وحول ذلك، قالت نورة: "كان الناس ودودين ومرحبين لدرجة أنني شعرتُ فورًا بالألفة. وقد ذكّرني شعورهم بالفخر وأهمية العائلة وكرم الضيافة كثيرًا بوطني في قطر، وجعلني أدرك مدى الترابط بيننا، حتى وإن كنا في أطراف مختلفة من العالم."
وأشارت دلال إلى أن المشاركة في تناول الطعام كشفت عن النسيج الاجتماعي في تشيلي والأرجنتين، حيث قالت: "في كلٍّ من تشيلي والأرجنتين، يتشارك الناس في تناول الوجبات، حيث يجتمعون لتناول الطعام والدردشة وقضاء وقت ممتع، وهو ما ذكّرني كثيرًا بتجمعاتنا في قطر."
كما تطرق أنس إلى الموضوع الرئيسي للرحلة، وهو التواصل بين الشعوب، حيث قال: "في الأساس، نحن جميعًا بشر. ما لفت انتباهي في الأرجنتين وتشيلي هو دفء أهلها وكرمهم وروحهم الاجتماعية، وروابطهم العائلية المتينة وكرم ضيافتهم الأصيل. وشعرت بأن هذه السمات قريبة جدًا من الثقافة القطرية."

وأضاف عبد الرحمن: "ذكّرني ارتباط الأرجنتين وتشيلي الوثيق بجذورهما بأهمية التمسك بتقاليدنا في قطر. وسواء كان الأمر يتعلق بالغاوتشو في الأرجنتين أو المابوتشي في تشيلي، فإنّ فخرهم بتراثهم زادني فخرًا بتراثي".
ومع انتهاء رحلة المجموعة وبدء عودتهم إلى الوطن، لخّص خليفة ما يأمل أن يستفيده متابعيه من هذه التجربة فقال: "أريد للناس أن يستكشفوا أكثر، وأن يتوقفوا عن زيارة نفس الوجهات في عطلاتهم وأن يستكشفوا أشياءً جديدة. دعونا نُقدّر ما يقدمه العالم أكثر، وأن نركّز على بناء الجسور!"
إذا فاتك الجزء الأول من رحلة المجموعة إلى أمريكا الجنوبية، اقرأ عن رحلة السفراء المؤثرين في الأرجنتين.