أبرز أحداث مبادرة العام الثقافي - نظرة إلى الوراء على شهري سبتمبر وأكتوبر
2025/12/09
الأعوام الثقافية
false
2025/12/09

وبدايةً من جلسات سرد القصص التفاعلية وورش العمل الحرفية المستوحاة من التقاليد في أمريكا اللاتينية إلى العروض الموسيقية والمحاضرات وعروض الأفلام والتبادلات الثقافية، قدّم الموسم تجربة متنوعة تلبي اهتمامات جميع المشاركين.
وشهد هذان الشهران تنوعًا كبيرًا في برنامج فعاليات مبادرة "الأعوام الثقافية"؛ حيث اشتملا على حفلات موسيقية كبرى، وتعاونات في فنون الشارع، ومعارض فنية، وفعاليات رياضية، ورحلات عبر القارات. وفيما يلي نظرة على بعض أبرز اللحظات التي ميزت هذا الموسم.
في الدوحة، أقيم البرنامج في مجموعة متنوعة من الفضاءات الثقافية، كل منها يقدم نافذة فريدة لاستكشاف الثقافة الأرجنتينية والتشيلية.
بتاريخ 14 سبتمبر، استضافت أوركسترا قطر الفلهارمونية، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، لقاءً موسيقيًا بعنوان "أصوات من قطر والأرجنتين"، جمع المايسترو الأرجنتيني إنريكي ديميكي، في استعراض لبرنامج الدوحة المُقام على مسرح كولون في بوينس آيرس. وقدّم العرض أعمالاً لكل من بيازولا، وبنزكري، وجيناستيرا، ودانا الفردان، وناصر سهيم، وأوضح كيف يُمكن للموسيقى أن تكون لغةً مشتركة.
أصبحت مكتبة قطر الوطنية نقطة تجمّع شهيرة طوال الموسم، حيث استضافت أمسيات موسيقية وورشًا للحرف اليدوية ومبادرات للقراءة مستوحاة من المشهد الثقافي في الأرجنتين وتشيلي.
وفي 25 سبتمبر، قدَّمت "الأوركسترا الفيلهارمونية في المكتبة – سأعود إلى الجنوب" استكشافًا حميميًا لموسيقى التانجو والأغنية الجديدة وإيقاعات جبال الأنديز، في تأملات حول الذاكرة والهجرة والمشاهد الوجدانية التي تحملها الموسيقى.

وتواصلت هذه الرحلة الموسيقية في أكتوبر عبر أمسية كورديليرا سونورا - صوت الجبال، التي غمرت المستمعين في المشهد الصوتي لمرتفعات تشيلي، بمزيج يجمع بين الآلات الموسيقية التقليدية في جبال الأنديز والترتيبات الكلاسيكية، لاستحضار اتساع سلاسل جبال أمريكا الجنوبية وإيقاعها الفريد.
وإلى جانب الحفلات الموسيقية والمحاضرات، أولى موسم الخريف اهتمامًا كبيرًا باليافعين، من خلال ورش عمل تفاعلية وجلسات لسرد القصص أقيمت طوال شهري سبتمبر وأكتوبر.

دعت فعالية "اصنع معي - النسخة الأرجنتينية" الأطفال إلى استكشاف الثقافة الأرجنتينية من خلال الحرف اليدوية، مما أدى إلى توفير مساحة تتعلم فيها العائلات معًا عبر الألوان والملمس واللعب، بينما احتفلت النسخة التشيلية بالفنون التشيلية وفنون رواية القصص.

وخلال شهر أكتوبر، تلقى أكثر من 1,500 طفل في جميع أنحاء البلاد مجموعات قراءة مستوحاة من الأرجنتين، وذلك ضمن المبادرة الشهرية للأعوام الثقافية من "قطر تقرأ". وقد احتوت كل مجموعة على كتب ثنائية اللغة، وقصص مصورة، وأوراق أنشطة، طُوّرت بالتعاون مع السفارة الأرجنتينية.

شهدت فعالية "وقت حكايات تشيلي – عندما سارت تماثيل مواي" أيضًا مشاركة الراوية الضيفة مهرِيو رابو، التي قدّمت للأطفال من عمر 5 إلى 7 سنوات التقاليد الشفوية لشعب رابا نوي (جزيرة القيامة في تشيلي).
خلال الفترة من 22 إلى 28 سبتمبر، استضاف متحف الفن الإسلامي سلسلة عروض أفلام "عقود من السينما العربية واللاتينية"، وهي سلسلة من عروض الأفلام التي نظمت بالتعاون مع مبادرة "اللاتينيون العرب". وسلّط البرنامج الضوء على الروابط السينمائية العميقة التي نشأت بفعل الهجرة العربية إلى أمريكا اللاتينية، عبر تقديم أفلام تمزج بين التاريخ والذاكرة وتجارب الشتات.

برز الفن العام إلى الواجهة في شهر أكتوبر عندما قام الفنان التشيلي دانييل مارسيلي وفنان الجداريات الأرجنتيني بابلو هاريمبات بتحويل سلسلة من الأنفاق على طول مسار الدراجات الأولمبي في قطر إلى أعمال فنية واسعة النطاق ضمن مبادرة "جداري آرت"، احتفاءً بالقصص التراثية للشعوب الأصلية وبالتقاليد البصرية في أمريكا اللاتينية.

كما استقبل مول بلاس فاندوم في الدوحة العائلات بمناسبة انطلاق الموسم الخامس من مسلسل "سراج"، سلسلة الأطفال الشهيرة التابعة لمؤسسة قطر. وامتدت فعاليات البرنامج خلال الفترة من 2 إلى 12 أكتوبر، حيث مزجت بين عناصر أرجنتينية وتشيلية في العالم الخيالي لشخصيتي راشد ونورا من خلال عروض أفلام، وورش عمل، وظهور شخصيات المسلسل في عروض حية أمام الجمهور.
في معرض الضيافة قطر 2025، قدمت مبادرة الأعوام الثقافية ووزارة التجارة والصناعة عرضًا حول التفاعل والضيافة من خلال منظور الثقافة، حيث طرحت وجهات نظر جديدة حول التجربة الثقافية في قطاع الضيافة.

شهد شهر أكتوبر كذلك إطلاق عمل فني عام رئيسي في حديقة متحف الفن الإسلامي، وهو عمل الفنان ريركريت تيرافانيجا الفني غير المعنون لعام 2025 (لا خبز ولا رماد)". واستلهم المشروع، المستوحى من عرض فيكتور جريبو عام 1972، الأفران التقليدية باعتبارها مكانًا للتبادل، داعيًا الزوار والطهاة والفنانين إلى التجمع حول هذا العمل العالمي المتمثل في صنع الخبز.
في أوائل سبتمبر، زار مجموعة من السفراء المؤثرين القطريين الأرجنتين للتعرف على التراث الثقافي للبلاد، حيث التقى المشاركون بالمجتمعات المحلية وسجّلوا تفاصيل هذه التجربة والتبادل الثقافي على مدار الرحلة.

وخلال رحلتهم، امتلأت الشوارع خارج مسرح كولون التاريخي في المدينة بالتوقعات، حيث شهد عرض "لقاء موسيقي: أصوات قطر والأرجنتين" طوابير طويلة واهتمامًا واسع النطاق من الجماهير المحلية.

وخلال الفترة من 20 إلى 27 سبتمبر، سافرت مجموعة من المتطوعين من قطر إلى بوينس آيرس ضمن مبادرة متطوعي متاحف قطر. وأتيحت للمجموعة فرصة العمل جنبًا إلى جنب مع مؤسسات محلية، منها مكتب العمدة، ووزارة الثقافة، ومسرح كولون، ومؤسسة أندار. وقام المتطوعون بترميم القطع الأثرية التراثية، وتنظيم ورش العمل، وتبادلوا تقاليد الطهي مع المجتمع المحلي.

وفي 24 سبتمبر، استضاف مركز "يوسينا ديل آرتي" فعالية اللقاء المفتوح لمناظرات الدوحة، حيث استكشف الطلاب والمهنيون الشباب من الدول الشريكة الثلاث كيفية تطور المدن في استجابة للتحديات العالمية. ودار النقاش داخل محطة طاقة سابقة تحولت إلى معلم ثقافي بارز، وهو ما جسد رمزًا مثاليًا لمفهوم التجديد وإعادة الابتكار.

طوال شهري سبتمبر وأكتوبر، واصل معرض "كليلة ودمنة" الفني استقبال العائلات في مكتبة ريكاردو جويرالديس. وقدّمت الفنانة القطرية وضحى العذبة، برسوماتها الجميلة، للقراء الأرجنتينيين مدخلاً معاصرًا إلى السرد القصصي العربي الكلاسيكي.
في أعقاب زيارتهم إلى بوينس آيرس، واصل السفراء من المؤثرين القطريين رحلتهم عبر تشيلي، من سانتياغو إلى رابا نوي، ووثّقوا مع التراث التشيلي والحرف اليدوية والمناظر الطبيعية الخلابة.

وخلال الفترة من 27 سبتمبر إلى 4 أكتوبر، استضافت مدينة ماتانزاس الساحلية الجزء الثاني من مبادرة متطوعي متاحف قطر. وعملت المجموعة نفسها من المتطوعين من قطر جنبًا إلى جنب مع شركاء محليين في أنشطة بيئية، وإنشاء جدارية تعاونية، وورش عمل في الفخار، ونشاط الطهي الجماعي، حيث استلهم كل نشاط من المعرفة المحلية وطرق الصنع التقليدية.

وخلال شهر أكتوبر، شهدت أحدث نسخة من فعالية الجولة الثقافية مشاركة مجموعة من الدراجين من قطر والأرجنتين وتشيلي في عبور جبال الأنديز، حيث قطعوا مسافة تزيد عن 500 كيلومتر. قدّم المغامر القطري علي بن طوار الكواري لتعريف المشاركين بالمدن الجبلية والتقاليد الإقليمية والتنوع المذهل للممر الأنديزي.

احتفلت المعارض والفعاليات التراثية في مختلف أنحاء الدوحة بالأثر المتواصل للنسخ السابقة من مبادرة الأعوام الثقافية. وفي متحف قطر الأولمبي والرياضي 3-2-1، تتبع معرض "الرياضات الإلكترونية - تغيير قواعد اللعبة" تطور الألعاب التنافسية من مجرد هواية محدودة إلى ظاهرة عالمية، مستفيدًا من ظهوره الأول في أولمبياد باريس الصيفي 2024، ضمن إرث العام الثقافي قطر- فرنسا 2020.

وقدّمت استوديوهات ليوان للتصميم معرض "الإبحار عبر الزمن"، وهو معرض خزفي للفنانة الإندونيسية ف. كيكا بوسبيتاستوديبيو، كانت قد طورته خلال إقامتها الفنية، ضمن إرث العام الثقافي قطر- إندونيسيا 2023.
وفي معرض إكسبو 2025 أوساكا، احتفت فعالية "محاضرات فناني أسلوب المانغا" بالصداقة المتواصلة بين قطر واليابان، من خلال الرسم المباشر وورش العمل والحلقات النقاشية.

في مركز M7، تعرّف الزوار على ثلاثة معارض تحتفي بالإبداع الإقليمي. ويتتبع معرض "ملاذ الحبارى - تاج شوميه" رحلة الفنانة القطرية عائشة العطية بدايةً من مرحلة إنتاج الرسومات الأولية إلى صناعة المجوهرات الذهبية والحجرية، وهو أيضًا جزء من إرث العام الثقافي قطر- فرنسا 2020.
قدَّمت فعالية "خيوط التأثير: الاحتفال بسبع سنوات من جوائز فاشون تراست العربية"، أكثر من 80 مصممًا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث استعرضت الأزياء العربية المعاصرة إلى جانب تأثيرات جنوب آسيا. بينما يتميز معرض "بوابات متغيرة" بأنه معرض جماعي يستكشف الحدود والحركة، ويضم أعمال 15 فنانًا مقيمين في قطر من برنامج الإقامة الفنية في مطافئ.
واستكشف معرض "الفن في تراث الشعر الأمازيغي" تقاليد الشعر الأمازيغي المغربي، من التضفير إلى التزيين والطقوس، مع إظهار كيف يعيد الفنانون المعاصرون تصور هذه الممارسات اليوم.
وفي إشارة إلى إرث العام الثقافي قطر- المملكة المتحدة 2013، أقام متحف قطر الأولمبي والرياضي 3-2-1 معرض "الحذاء الرياضي: من الصانع إلى الشارع"، بينما كشف جاليري متاحف قطر، الرواق عن العمل الفني العام "صخرة فوق صخرة أخرى" للفنانين بيتر فيشلي وديفيد وايس.
أبرز موسم الخريف كيف يمكن للثقافة أن تُثير الفضول، وتُلهم الإبداع، وتُقرّب المجتمعات. فمن قطر إلى الأرجنتين وتشيلي، شارك أشخاص من جميع الأعمار في ورش عمل وحفلات موسيقية وفعاليات التبادل الثقافي التي ربطت بين القارات والتقاليد. ويواصل برنامج العام الثقافي 2025 تقديم سبل جديدة للاستكشاف والمشاركة والتواصل.
اكتشف الفعاليات المقبلة في إطار برنامج فعاليات العام الثقافي قطر - الأرجنتين وتشيلي 2025.