السفر إلى قلب أمريكا اللاتينية - سفراء قطر المؤثرون يزورون الأرجنتين
2025/11/12
الأعوام الثقافية
false
2025/11/12

بعد سفرهم إلى اليابان لحضور معرض إكسبو 2025 أوساكا في وقت سابق من هذا العام، انطلقت المجموعة لاستكشاف أمريكا اللاتينية، وانغمسوا في التعرف على الموسيقى والطعام والتقاليد والمناظر الطبيعية للدول الشريكة لهذا العام.
انطلقت رحلة السفراء المؤثرين لبرنامج "الأعوام الثقافية" من العاصمة الأرجنتينية الأنيقة بوينس آيرس، مرورًا بالأنهار الجليدية الخلابة في باتاجونيا، والمشهد الحضري النابض بالحياة في سانتياجو ا بتشيلي، وصولاً إلى شواطئ رابا نوي النائية. ولكن من هنا، في الأرجنتين، بدأت مغامرتهم عبر القارة.

وعندما سُئل خليفة الهارون (@iloveqatar) عن الرحلة، سارع إلى التأكيد على أن روعة الرحلة لم تقتصر على الأماكن التي زاروها، بل على الشعور القوي بالرفقة بين أفراد المجموعة. وقال: "لا أريد أن أقلل من روعة الوجهات، لكن الأشخاص الذين سافرنا معهم كانوا مثاليين. لقد كنا جميعًا مختلفين، ولدينا أساليب مختلفة، ومع ذلك انسجمنا جميعًا مع بعضنا البعض."
وغالبًا ما تُقارن بوينس آيرس بالعاصمة الفرنسية بسبب شوارعها الواسعة وثقافة المقاهي والهندسة المعمارية الأنيقة التي تميزها، إلا أنها تنبض بالدفء اللاتيني المميز والطاقة الإبداعية الحيوية.
وفي معرض حديثه عن انطباعاته الأولى، أشار عبد العزيز العجيل (@zozalajail) إلى أن ما لفت انتباهه هو "مدى تشابه بوينس آيرس مع أوروبا، ولكنها ليست كذلك تمامًا. فهناك تشابه في جوانب عديدة، ولكن في الوقت نفسه هناك اختلاف كبير؛ حيث إنها شاسعة، ومألوفة وغير مألوفة في الوقت نفسه، وقد لفت هذا التباين انتباهي حقًا". واتفق معه عيسى الجمالي (@ej) في الرأي على أن "التأثير الأوروبي القوي في العمارة وأسلوب الحياة كان واضحًا على الفور."

وتعمق أفراد المجموعة في التعرف على الحياة المحلية، واستكشفوا أحياء بوينس آيرس النابضة بالحياة ومعالمها التاريخية، وتجولوا في حي لا بوكا الشهير، ودخلوا ملعب لا بومبونيرا الأسطوري، وتذوّقوا الإمباناداس وغيرها من أطعمة الشوارع المحلية في سوق سان تيلمو.
واستمتعوا كذلك بقضاء يومٍ في متابعة منافسات رياضة البولو في بويستو فييخو إستانسيا، أحد أعرق ملاعب البولو في الأرجنتين. وذكرتهم مشاهدة أناقة ودقة الفرسان والخيول بمدى العمق الثقافي لهذه الرياضة في الأرجنتين، وما تعكسه من تراث الفروسية الأصيل الذي تشتهر به قطر أيضًا.
بالنسبة للكثيرين من أفراد المجموعة، كانت إحدى أكثر اللحظات التي لا تُنسى هي الأمسيةً التي أُقيمت في مسرح كولون الفخم، حيث شاهدوا أوركسترا قطر الفيلهارمونية وهي تعزف مزيجًا متناغمًا من المقطوعات الموسيقية القطرية والمتأثرة بالتانغو إلى جانب السيمفونيات الكلاسيكية. وذكرت نورة أن مشاهدة الأوركسترا تعزف في هذا المكان التاريخي كان مؤثرًا للغاية، حيث قالت: "تحركت مشاعري عند الاستماع إلى الموسيقى القطرية والأرجنتينية وهما يمتزجان بجمالٍ أخّاذ؛ حيث شعرتُ وكأن عالمين يلتقيان في تناغمٍ وانسجام."

وتحدثت دلال الجعفري (@dalalspot) كذلك عن كيف ترك هذا العرض انطباعًا لا يُنسى فقالت: "في بوينس آيرس، كان لحضور أوركسترا قطر الفيلهارمونية في مسرح كولون الأثر الأكبر في نفسي... ليس فقط لحضوري هذا العرض الرائع، بل أيضًا للأداء الساحر لأوركسترا قطر الفيلهارمونية." وأضاف أنس: "لقد أثر العرض فيّ كثيرًا. فقد شعرت بالفخر لرؤية الموسيقيين القطريين وأعمالهم في أثناء عزفها على هذا المسرح التاريخي، ليشاركوا بذلك ثقافتنا مع العالم."
وبعد انتهاء زيارتهم للمدينة، توجهت المجموعة إلى سان أنطونيو دي أريكو، معقل الغاوتشو في الأرجنتين، الذين لا يزالون يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم منذ عدة قرون. ويتميز الغاوتشو بأنهم فرسان ماهرون برزوا في القرن الثامن عشر بصفتهم رعاة بقر وأبطال شعبيين ريفيين في الأرجنتين. وقد اشتهروا بشجاعتهم واستقلاليتهم ومهارتهم في الفروسية، وأصبحوا رمزًا للفخر الوطني، يجسدون روح الحرية والارتباط بالأرض. وهناك، امتطى السفراء الخيول، وتبادلوا القصص، وشاركوا في حفل شواء الأسادو التقليدي.
وعندما سُئل عن التجربة الثقافية التي تركت انطباعًا قويًا لديه في الأرجنتين، أوضح عبد العزيز أن أكثر ما أثر فيه كان بلا شك لقاء الغاوتشو، حيث قال: "رؤية مجموعة من الناس حافظوا على ثقافتهم حيةً لفترة طويلة، وكيف أصبحوا رمزًا وطنيًا قويًا تركت انطباعًا عميقًا. وقد شعرتُ وكأنني أعيش جزءًا حيًّا من التاريخ."

وبالنسبة لأنس، أثار ذلك الوقت الذي قضاه مع مجتمع الغاوتشو شعورًا بالألفة، حيث قال: "كان الطعام جزءًا مميزًا من هذه الرحلة، وخاصةً في الأرجنتين. وقد ذكّرتني مشاهدة الغاوتشو وهم يطهون حول النار بتقاليد مجالسنا في قطر، حيث نجتمع مع الأصدقاء على مائدة واحدة، ونتبادل الأحاديث، ونبني روابط من خلال الطعام.
كما عبر عبد الرحمن الأشقر ((@asalashqar عن إعجابه بالأسادو لطعمه وأجوائه المميزة، حيث قال "ما جعل الأسادو مميزًا ليس الطعم فقط، بل الطريقة التي يجتمع بها الناس حولها. لقد كانت أكثر من مجرد وجبة؛ حيث كانت تجربة مليئة بالدفء والتواصل."

من بوينس آيرس، توجه السفراء جنوبًا إلى إل كالافاتي، البوابة إلى منتزه لوس غلاسياريس الوطني، المدرج على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. وبين الأنهار الجليدية الهائلة مثل بيريستو مورينو وأوبسالا، عاش صنّاع المحتوى تجربة جمعت بين روعة القوة الطبيعية وسكون باتاجونيا الأخّاذ.

ووصف عبد الرحمن لحظة وصوله بأنها من اللحظات لن ينساها أبدًا، فقال: "الوقوف هناك محاطًا بالجبال والبحيرات والسماء الممتدة بلا نهاية كان أشبه بالعيش في عالم آخر".
وقالت نورة: "لقد أسرتني باتاجونيا بالفعل. شعرتُ بالنقاء والسكينة وسط طبيعتها البكر، والأنهار الجليدية، والحياة البرية، وذكّرتني بمدى صِغَرنا أمام جمال الطبيعة."

كما وصف خليفة شعوره وكأنه في مغامرة حقيقية، فقال: "كانت رؤية الأنهار الجليدية الناعمة أمرًا مذهلاً، فرغم رقتها، إلا أنها قوى هائلة تذكّرنا بقوة الطبيعة."
وطرح عبد العزيز وجهة نظره، فقال: "مجرد وجودي في تلك البقعة من العالم وإدراكي أن هذه الكتل الجليدية الهائلة احتاجت قرونًا لتتكوّن كان أمرًا مدهشًا. لقد جعلني أشعر بصغر حجمي أمام الطبيعة بأجمل طريقة ممكنة."

طوال الرحلة، ظلّ الطعام وسيلة لربط المجموعة بالثقافة المحلية. وعلقت نورة على ذلك بقولها: "الطعام يروي قصة دائمًا. فقد أسهمت كل وجبة في التعرف على الناس وتاريخهم وأرضهم وأسلوب حياتهم". وأضاف خليفة أن أطباقًا مثل شرائح اللحم والإمباناداس وحلوى الألفاخور كانت لذيذة للغاية، حيث قال: "يبدو أن هذه الأشياء الثلاثة تُعدُ من الأساسيات".
وتابع: "عندما أسافر، دائمًا ما أهتم بالعثور على ما يناسب ذوقي، لكنني تمكنت من تناول كل الأطعمة تقريبًا. وكان من الرائع أيضًا حرص المطاعم على بذل قصارى جهدها لضمان حصولنا على خيارات حلال". وتذكرت دلال أيضًا شغفها بالحلويات، قائلةً: "الألفاخور الرائعة، أعتقد أنني تناولت حوالي 30 منها، ومع ذلك لم تكن كافية. أتساءل كيف يمكننا الحصول عليها في قطر؟"
من جانبه، قال عبد العزيز: "آخر وجبة تناولناها معًا هي الوجبة التي لن أنساها أبدًا، حيث أننا لم نكن نتناول الطعام فحسب، بل كنا نتبادل القصص، ونضحك، ونتأمل في كل ما مررنا به. لقد تحول ذلك إلى لحظة تواصل جميلة جعلت الرحلة تبدو مكتملة بالفعل."

مع اقتراب نهاية فترة إقامتهم في الأرجنتين، وقبل سفرهم إلى تشيلي، تبادل السفراء تأملاتهم حول أوجه التشابه التي لاحظوها. وعلق عيسى قائلاً: "لقد ذكّرتني تجربة شغف الأرجنتين بكرة القدم وأسلوب حياة الغاوتشو بفخر قطر العميق بثقافتها وتقاليدها؛ بدايةً من كرم الضيافة إلى حب كرة القدم والحفاظ على هويتنا".
ولخّص عبد العزيز الرحلة قائلاً: "مع أن الثقافات قد تبدو مختلفةً جدًا من الخارج، إلا أن القيم الأساسية غالبًا ما تكون متشابهة، وهي احترام العائلة، والمجتمع، والتراث؛ وهذه أشياء نتشاركها جميعًا، مهما بدا المظهر الخارجي مختلفًا".
اقرأ المزيد عن بقية رحلة المجموعة في الجزء الثاني، مغامرات في تشيلي: تابع سفراء قطر المؤثرين من سانتياجو إلى رابا نوي.
تعرَّف على المزيد حول الفعاليات المقبلة في الدوحة وخارجها، في إطار فعاليات العام الثقافي قطر - الأرجنتين وتشيلي 2025.