الأعوام الثقافية
false
2025/12/09
منح هذا البرنامج الممتد على فترة 15 يومًا، والمندرج ضمن العام الثقافي قطر – الأرجنتين وتشيلي 2025، المشاركين فرصًا عملية لدعم المجتمعات المحلية في كلا البلدين، واكتشاف تراثهما، والاندماج في أنشطة التبادل الثقافي.
تعمل مبادرة متاحف قطر للتطوع العالمي في إطار مبادرة الأعوام الثقافية الأوسع نطاقًا، والتي تسعى إلى تعزيز الدبلوماسية الثقافية والتعاون المستدام بين دولة قطر والدول الشريكة.
خلال الرحلتيْن السابقتيْن إلى إندونيسيا عام 2023 و المغرب عام 2024، شارك المتطوعون في سلسلة من المبادرات التي ركزت على الاستدامة والشمولية والتعلم المتبادل. كل رحلة تضيف لَبِنة جديدة، فتُنشئ شبكة من السفراء الثقافيين الذين ينقلون خبراتهم ومعارفهم إلى قطر وينسجون علاقات وطيدة وطويلة المدى مع المجتمعات المضيفة.
يُوضح البرنامج كيف يلتقي التفاعل الثقافي والمشاركة المجتمعية والوعي البيئي معًا، لتُثمر جميعها تعاونات هادفة لها أثر طويل الأمد محليًا وعالميًا.
قضى المتطوعون القطريون وقتهم يجوبون أركان بوينس آيرس،خلال الفترة من 20 إلى 26 سبتمبر. وقد تعاونوا مع مؤسسات محلية مرموقة، منها مكتب عمدة بوينس آيرس، ووزارتا الثقافة والاقتصاد، ومسرح كولون، وموقع لا سيسترنا الأثري، ومؤسسة أندار، ومعهد أستور بيازولا للموسيقي. وشمل البرنامج المتنوع مجالات علم الآثار والموسيقى والطهي وغيرها المزيد.
تحت شوارع بوينس آيرس، وفي موقع لا سيستيرنا الأثري، استكشف المتطوعون ماضي المدينة، حيث أماطت الحفريات اللثام عن لقى أثرية تعود لقرون خلت، وتعرّف المشاركون على تقنيات الترميم والحفظ بإرشاد الخبراء المحليين.
وقد أتاحت هذه الأنشطة فرصة التقرب من تراث المدينة الخفي واكتساب فهم أعمق للعمل الذي تنطوي عليه عملية حماية التاريخ.
وفي اليوم الثاني، حلّت المجموعة ضيفة على مؤسسة أندار، حيث تفاعلوا طيلة اليوم مع الشباب والبالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال جلسات للتصوير الفوتوغرافي، وورشات فنية، وحوارات ثقافية.
على مدار اليومين التالييْن، استقبل معهد أستور بيازولا الموسيقي المتطوعين، حيث شاركوا في ورشات عمل موسيقية جمعت بين إيقاعات العرضة القطرية والتقاليد الموسيقية الأرجنتينية.
وقد اختتم الأسبوع بيوم دبلوماسية المائدة، نُظِّم بالتعاون مع غرفة الفنادق والمطاعم والمقاهي، حيث اجتمع المتطوعون وطلاب الطهي لإعداد أطباق قطرية وأرجنتينية، متبادلين التقنيات والوصفات والقصص.
تذوقت المجموعة طبق المجبوس القطري التقليدي، إلى جانب فطائر إمباناداس الأرجنتينية، في خطوة تذكرنا بدور الطعام في بناء الروابط الثقافية.
في السابع والعشرين من شهر سبتمبر، قادت المجموعة مسار الرحلة إلى ماتانزاس، وهي مدينة ساحلية في منطقة أوهيغينز في تشيلي، حيث امتدت ستة أيام من العمل التطوعي في رحاب الطبيعة والتراث والمجتمع المحلي.
تعاون أعضاء الفريق مع مكتب "تراما" لإدارة الشؤون الثقافية، ومؤسسة "ريإماجينا"، والسلطات المحلية، واستوديو كرياتيفو باتو، بغية دعم المبادرات المجتمعية التي تركز على الحفاظ على البيئة وصون التراث.
انضم المتطوعون إلى السكان المحليين في حملات تنظيف الشاطئ على طول لا بوكا، حيث تعرّفوا على النباتات والحيوانات المحلية أثناء جمع النفايات من مصب نهر رابيل. كما قدّمت رحلات التجديف وورشات عمل حول التنوع البيولوجي فهمًا مباشرًا للتوازن الدقيق بين النشاط البشري والنظم البيئية الساحلية.
وفي السياق نفسه، شهد مشروع "تجديد نباتات المجتمع"، زراعة أنواع محلية مثل شجيرات الماكي، والبيومو، وأزهار الألسترويميريا، بهدف إنعاش المشهد الطبيعي المحلي.
كما ساهم المشاركون، بالتعاون مع الشباب والحرفيين المحليين، في إبداع لوحة جدارية تجمع بين أنماط السدو القطري والزخارف التشيلية المحلية.
تعرف المتطوعون عن كثب على ثقافة ماتانزاس الفريدة من خلال ورشات عمل حول صناعة الفخار والتصوير الفوتوغرافي والترميم. وقد سلط مسار جامعي الأعشاب البحرية الضوء على المعارف المتوارثة والممارسات التقليدية التي تناقلتها نساء المجتمع.
ثم اختتم الأسبوع بوليمة جماعية مزجت بين الأطباق القطرية والتشيلية، احتفالًا بنجاح أسبوع من التعاون.
لقد أصبحت الوجبات المشتركة، والجدارية المرسومة، والأنشطة البيئية الجماعية، بالنسبة للمتطوعين والسكان المحليين على حد سواء، إثباتًا على قدرة الثقافة على مد جسور التواصل بين المجتمعات.
من خلال هذه المشاريع الملموسة في الأرجنتين وتشيلي، أبانت رحلة متاحف قطر التطوعية 2025 على النتائج العملية التي تمخض عنها برنامج العام الثقافي، والمتمثلة في تقريب المجتمعات، وحفظ التراث، وتعزيز الحوار بين الثقافات.
تلقي تجارب المتطوعين الضوء على عديد السبل التي من خلالها تُوحد الثقافة الناس وتجمع تقاليدهم عبر القارات.
تعرفوا على الفعاليات والمعارض ومشاريع التعاون القادمة ضمن برنامج العام الثقافي قطر- الأرجنتين وتشيلي 2025.
