الأعوام الثقافية

false

false

المصورون المغاربة يتألقون في مهرجان قطر للصورة: تصوير 2025

2025/04/24

يعود مهرجان قطر للصورة: تصوير في نسخته الثالثة خلال الفترة من 20 أبريل إلى 20 يونيو 2025، حيث يجمع بين بعض الأصوات الفوتوغرافية الأكثر شهرةً من منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
Tasweer Photography Festival 2025

استكشاف السرديات البصرية في مهرجان قطر للصورة: تصوير 

ويتمحور المهرجان في هذا العام حول موضوعيّ الانتماء والهوية، مع تركيز خاص على المصورين المغاربة الذين تتوافق أعمالهم تمامًا مع رؤية المهرجان. ومن أبرز معارضه، معرض "مستلقيًا بين بحرين"، بتقييم فني من مريم برادة، حيث يستكشف المعرض هذه المواضيع من خلال عيون أجيال متعددة من الفنانين العرب.

ومن أبرز فعاليات مهرجان قطر للصورة: تصوير المعرض الفردي للمصور والمخرج السينمائي المغربي داود أولاد السيد، الذي يقدم لمحة حميمة عن رحلته التي استمرت عقودًا من الزمن في توثيق الثقافة المغربية.

معرض مهرجان قطر للصورة: تصوير

وتحدثت المديرة الفنية مريم برادة عن الرسالة الأشمل لمهرجان تصوير فأوضحت أن المهرجان "لم يُصمم باعتباره مهرجانًا فحسب، بل لكي يكون منصة متطورة للتصوير الفوتوغرافي من منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا تدعم الفنانين في مختلف مراحل ممارستهم الفنية، مع تعزيز التفاعل المحلي المستدام مع هذا المجال". وأضافت: "يبذل فريقنا المختص بالتثقيف والتواصل جهودًا استثنائية على مدار العام، حيث يبني هذا الأساس من خلال مراجعة ملفات الأعمال، والمحاضرات العامة، وبرامج التدريب المهني مثل معرض "الإطار والتركيز"، الذي أقيم بالتعاون مع مؤسسة VII".

ومع تطلعها للمستقبل، عبرت مريم برادة عن آمالها حول كيفية مساهمة مهرجان "تصوير" في رسم مستقبل التصوير الفوتوغرافي في المنطقة فقالت: "أؤمن بأهمية تعزيز منصاتنا الخاصة، وإضفاء طابع احترافي عليها، وهيكلتها، حتى تنبثق أصواتنا ورؤانا من الداخل، بدلاً من أن تُفلت من خلال أطر خارجية. وأنا فخورة بنجاح فريقنا في مواجهة التحدي المتمثل في إنتاج معظم الصور في الدوحة. وهذا يعكس إيماننا بأن مستقبل التصوير الفوتوغرافي يعتمد أيضًا على تعزيز سلسلة القيمة بأكملها، بداية من عملية الإبداع وحتى مرحلة الإنتاج. ونحن نتعاون بشكل وثيق مع زملائنا في متاحف قطر والمراكز الإبداعية لبناء هذه القدرات المحلية، وضمان دعم الفنانين، ليس فقط من خلال إبراز أعمالهم، بل أيضًا عبر تزويدهم بالأدوات والوقت والموارد اللازمة للإبداع الهادف."

مستلقيًا بين بحرين

معرض التصوير الفوتوغرافي في الدوحة

يُعدّ معرض "مستلقيًا بين بحرين"، أحد المعارض الرئيسية في مطافئ، ويضم مجموعة من أعمال فنانين يستكشفون مواضيع الهجرة والذاكرة وإدراك الذات. ومن بين المصورين المغاربة المشاركين في هذا المعرض هشام جرداف، وموسى المرابط، وياسين العلوي الإسماعيلي، ومصطفى أزروال. وتتناول أعمالهم المحفزة للفكر تعقيدات الهوية والتحولات في المشهد الثقافي.

مريم برادة: تنسيق قصص الهوية والانتماء

مريم برادة - مهرجان قطر للصورة: تصوير ٢٠٢٥

بصفتها المديرة الفنية لمهرجان الصورة: تصوير، تتمتع مريم برادة بخبرة واسعة في تنظيم المعارض التي تستكشف السرديات المعاصرة من بلدان الجنوب العالمي. وقد لعبت مريم دورًا محوريًا في تشكيل مؤسسات مثل متحف المعدن للفن الأفريقي المعاصر (ماكال) في مراكش، ويستند نهجها في تنظيم المتاحف والمعارض إلى التزامها الراسخ بإبراز الأصوات المتنوعة.

وتحت إشرافها، يجمع معرض "مستلقيًا بين بحرين" بين وجهات نظر متعددة، ويقدم تأملاً عميقاً حول معاني الانتماء.

وأوضحت برادة أن: "المعرض يرتكز على مفهوم الانتماء باعتباره تجربة ديناميكية ومتطورة باستمرار تقاوم التبسيط أو الثبات. ويتبنى النهج التنظيمي التعقيد من خلال سرد غير خطي، وهو ما يسمح بتعايش أزمنة ووجهات نظر متعددة".

برنامج تصوير في الدوحة

مستعينةً باستعارة البحر - "بصفاته المتغيّرة والمتدفقة والدائمة الحركة، تمامًا كما هي الهوية نفسها" - يتأثر المعرض أيضًا بكتابات شعراء بارزين من المنطقة، الذين أسهمت نصوصهم عن المنفى في رسم الإطار المفاهيمي للمعرض. وقالت برادة: "تجمع الأعمال المعروضة بين تأملات شاعرية وجيوسياسية وشخصية، تُروى عبر طيف واسع من الأساليب الفوتوغرافية، من التوثيقي إلى المفاهيمي والتجريدي. هذه الأعمال تتردد أصداؤها عبر الحدود والأجيال والشتات. وبدلًا من محاولة توحيد هذه الأصوات، يحتفي المعرض بتفرّدها، ويمنحها مساحة للتجاور ضمن كون مفتوح ومليء بالتناغم."

معرض التصوير الفوتوغرافي في الدوحة

وعندما سُئلت عن أسباب بروز الفنانين المغاربة في هذه النسخة، أوضحت برادة أن الاختيار لم يكن قائمًا على التمثيل الوطني، بل على العمق الفني. وأشارت إلى أن "الاختيار جاء انطلاقًا من الرغبة في إبراز جودة وتنوع الممارسات والوسائط التي طورها المصورون من جميع أنحاء المنطقة". وأضافت: "مع ذلك، يتمتع المصورون المغاربة بحضور قوي في هذه النسخة، مما يعكس حيوية أحد أكثر المشاهد الفنية إنتاجًا في المنطقة. وإلى جانب مصر، سجّل المغرب أعلى عدد من طلبات المشاركة في جوائز مشاريع مهرجان تصوير، مما يشير إلى وجود مجتمع فوتوغرافي غني ونشط. ومن السمات المميزة لهذا المشهد ميله إلى تفضيل الأنماط المفاهيمية والأدائية على التصوير الوثائقي".

برنامج تصوير في الدوحة

الأراضي الآن: معرض فردي للفنان داود أولاد السيد 

سوف يستضيف متحف: المتحف العربي للفن الحديث معرضًا تأمليًا للمصور والمخرج السينمائي المغربي داود أولاد السيد، يتتبع أعماله على مدى ثلاثة عقود. وترتكز مسيرة أولاد السيد الفنية على تصوير الثقافة المغربية، لا سيما مناظرها الطبيعية الأقل شهرة، ومجتمعاتها الريفية، وحياتها اليومية.

داود أولاد السيد: رحلة عبر الهوية المغربية

حصل داود أولاد السيد، الذي وُلد في مدينة مراكش بالمغرب، في البداية على شهادة جامعية ودكتوراه في العلوم الفيزيائية من فرنسا. لكن شغفه الحقيقي برز عندما صادف معرضًا لهنري كارتييه بريسون، وهو ما ألهمه لتحويل تركيزه كليًا نحو التصوير الفوتوغرافي. 

مصور مغربي في مهرجان تصوير السينمائي

وقال الفنان: "خلال دراستي العلمية في مدينة نانسي بفرنسا، اعتدتُ زيارة المعارض الفنية كل خميس مع أصدقائي. وأتاحت هذه الزيارات لنا نحن الطلاب فرصةً لتناول الطعام والشراب والتعرف على أشخاص مختلفين. ولكن كان هناك معرض واحد أذهلني بالفعل. فقد جذبتني حقًا تلك الصور الملتقطة بالأبيض والأسود، حيث كانت بسيطة لدرجة أنها أحدثت أثرًا في نفسي على الفور. فقد وجدتُ في هذه الصور حياة حيّي وعائلتي وكل من حولي."

"وقد عشتُ هذه المشاهد من الحياة اليومية في وطني بالمغرب، لكنني لم أرها ولم أُعرها أي أهمية، بل كانت صور هنري كارتييه بريسون. وفي تلك اللحظة، قلتُ لنفسي إن هذه الصور، التي تُعبّر عن إنسانية الإنسان، أقوى من العمل العلمي الذي كنت أقوم به. وفي صباح اليوم التالي، ذهبتُ إلى متجر واشتريتُ كاميرتي الأولى، من طراز زينيت. ومنذ ذلك الحين، بدأتُ في تعلم كيفية التصوير."

الأراضي الآن: معرض فردي للفنان داود أولاد السيد

وقاده هذا الشغف إلى العودة إلى المغرب، حيث كرّس مسيرته الفنية لتوثيق التراث البصري والثقافي الغني للبلاد. وتابع قوله: "بعد مرور حوالي عشر سنوات، وخلال معرض أقيم في معهد العالم العربي بباريس، بمناسبة عام المغرب في فرنسا، والذي عُرضت فيه صوري، فوجئت بسرور بحضور هنري كارتييه بريسون. يا له من فرح وشرف لي!"

وعندما سُئل عن القصص التي يعتقد أنها لا تزال تُنتظر أن تُروى من خلال عدسته، أجاب الفنان: "أنا مصور إنساني، أنجذب إلى المشاهد اليومية في الريف والمدينة. وستكون القصص التي لم تُروَ بعدُ على الأرجح عن الحياة اليومية في المغرب، حيث أن البلاد شاسعة جدًا ومختلفة من منطقة لأخرى. ومن المهم بالنسبة لي أن أوثّق هذا التراث الذي سيتلاشى سريعًا بسبب الحداثة."

Tasweer Festival - Meknes, © Daoud Aoulad-Syad - AR.jpg

ووصف الفنان مشاعره إزاء رؤية معرضه الاستعادي القادم، قائلاً: "إنها لحظة بالغة الأهمية للمصور أن يرى أعماله تُعرض في مكان مرموق مثل متحف: المتحف العربي للفن الحديث وبمناسبة مهرجان قطر للصورة: تصوير. وبالنسبة لي، إنها فرصة لمشاركة هذا العمل مع الزوار والجيل الشاب من المصورين... وأود أن يستمد الزوار بعض المشاعر من هذا العمل. كما أود أن أقترح عليهم أشياءً اعتادوا رؤيتها دون أن يروا أعمالهم بأنفسهم."

المصورون المغاربة يتألقون في مهرجان قطر للصورة: تصوير 2025

ورداً على سؤال حول نصيحته للمصورين المغاربة الواعدين الذين يسعون إلى إحداث تأثير في المشهد الفني العالمي، قال: "نصيحتي الوحيدة هي الشغف والعمل الجاد!"

تعزيز التراث الثقافي القطري المغربي

أرسى العام الثقافي قطر - المغرب 2024 الأساس لعلاقات فنية أقوى بين البلدين، ويواصل مهرجان قطر للصورة: تصوير 2025 هذا الإرث عبر تعزيز القصص البصرية المغربية على الساحة الدولية.

وتحدثت مريم برادة عن هذا الزخم فقالت إن "العام الثقافي أتاح مساحةً للحوار البنّاء بين الأوساط الفنية في قطر والمغرب. ويستند مهرجان "تصوير" على هذا النهج عبر تسهيل إقامة لقاءاتٍ ليست احتفاليةً فحسب، بل مُلهمة أيضًا". وأكدت على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي، بدءًا من جولات المعارض ووصولًا إلى الإقامات الفنية، مضيفةً: "أرى أن هذا الإرث آخذ في التوسع من خلال الإبداع المشترك المستدام والتعلم المتبادل".

ومن خلال تسليط الضوء على أعمال المصورين مثل داود أولاد السيد وغيره من الفنانين المغاربة، يعمل المهرجان على تعميق الحوار الثقافي بين قطر والمغرب، وضمان استمرار استكشاف التقاليد الغنية والسرديات المتطورة للهوية المغربية والاحتفاء بها.

وصرّح داود أولاد السيد قائلاً: "في الواقع، سلّطت هذه التبادلات الثقافية الضوء على ثراء التعبير الفني بين قطر والمغرب، حيث تلعب دورًا محوريًا في إبراز دور الفنانين من كلا البلدين، وقد فتح العام الثقافي قطر-المغرب آفاقًا أوسع للتعريف بالفنانين المغاربة."

إرث العام الثقافي قطر - المغرب 2024

ومع انطلاق مهرجان قطر للصورة: تصوير 2025، تؤكد هذه الخطوة من جديد على قوة التصوير الفوتوغرافي بصفته وسيلة للتبادل الثقافي والتوثيق التاريخي ورواية القصص الشخصية - وهو الإرث الذي تبناه الفنانون المغاربة لفترة طويلة على المسرح العالمي.

تعرف على المزيد من المعلومات حول البرنامج المقبل لمهرجان قطر للصورة: تصوير على موقعه الرسمي.

المزيد من المقالات