يوم استقلال الأرجنتين - التاريخ والتراث وكيف تحتفل الأرجنتين بيومها الوطني
2025/07/24
الأعوام الثقافية
false
2025/07/24
وفي هذا العام، تتصدر الأرجنتين المشهد في العام الثقافي قطر - الأرجنتين وتشيلي 2025، حيث تتيح الفرصة للناس في قطر وخارجها لاكتشاف الدفء والإبداع وروح المجتمع التي تميز نمط الحياة في الأرجنتين.
يُحتفل بيوم استقلال الأرجنتين في التاسع من يوليو من كل عام. ففي هذا التاريخ من عام 1816، أعلن مؤتمر توكومان استقلال الأرجنتين رسميًا عن الحكم الإسباني.
ومثّل هذا الإعلان تتويجًا لمسار ثوري بدأ قبله بست سنوات، وجسّد ميلاد أمة جديدة في أمريكا الجنوبية، وكان محطة فارقة رسّخت الرغبة المتنامية لدى مقاطعات حوض نهر ريو دي لا بلاتا في رسم مستقبلها وهويتها المستقلة.
واليوم، يعد اليوم الوطني للأرجنتين مناسبةً لاستذكار هذا القرار التاريخي واحتفالاً مفعم بالفرح بالثقافة والأسرة وروح المجتمع.
بدأت رحلة الأرجنتين نحو الاستقلال بثورة مايو عام 1810، عندما أطاح القادة المحليون في بوينس آيرس بنائب الملك الإسباني وأسسوا حكومة محلية مؤقتة. ويُحتفل اليوم بيوم الثورة الأرجنتينية، وغالبًا ما يُنظر إلى هذه اللحظة على أنها بداية التحول السياسي في الأرجنتين.
عقب ثورة مايو، دخلت المنطقة في فترة مضطربة عُرفت باسم حرب الاستقلال الأرجنتينية، التي شهدت حملات عسكرية ضد القوات الملكية الموالية لإسبانيا. وبرز خلال هذه الفترة شخصيات بارزة مثل مانويل بيلجرانو، مصمّم العلم الوطني، والقائد العسكري خوسيه دي سان مارتين، اللذين لعبا أدوارًا قيادية في مسيرة التحرر خلال تلك الفترة. ولم تقتصر تأثيرات هذه السنوات على الأحداث العسكرية فحسب، بل تأثرت أيضًا بتنامي طموح المجتمعات المحلية لتحديد مسارها الثقافي والسياسي.
في التاسع من يوليو عام 1816، اجتمع مندوبون من مختلف أنحاء منطقة ريو دي لا بلاتا في مؤتمر توكومان، داخل منزلٍ أبيض متواضع شمال الأرجنتين، ووقعوا على وثيقة رسمية تُعلن الاستقلال عن إسبانيا. وكان هذا القرار الجماعي يرمز إلى الوحدة والأمل في عيش مستقبل أفضل.
واليوم، يُعدّ هذا المنزل معلمًا وطنيًا عزيزًا على قلوب الأرجنتينيين، وتظهر صورته على العملات الورقية وفي الكتب المدرسية بمختلف أنحاء البلاد. وقد أصبح مؤتمر توكومان لحظةً فارقةً في تاريخ البلاد، ولا يزال يمثل المرجع الأهم في قصة يوم الاستقلال الأرجنتيني.
كان استقلال الأرجنتين جزءًا من حركة أوسع في أمريكا اللاتينية، حيث عمل قادة مثل سان مارتين بالتعاون مع الدول المجاورة. وارتكزت حملاته التي قادها عبر جبال الأنديز نحو تشيلي وبيرو على مُثُل مشتركة تقوم على الحكم الرشيد والحرية والتعاون الإقليمي.
اليوم، يُحتفل بيوم التاسع من يوليو في الأرجنتين، المعروف باسم نويفي دي خوليو، بحماس كبير. ويُعد هذا اليوم عطلة رسمية في البلاد، حيث تُغلق المدارس والدوائر الحكومية والعديد من المؤسسات التجارية.
وتتسم الاحتفالات في هذا اليوم بمشاعر الفخر الوطني، والرموز الرسمية، والتعبيرات الثقافية الحيوية. وتمزج الاحتفالات المعاصرة بين الطابعين الرسمي والشعبي، من خلال مراسم رسمية، وعروض عسكرية، وحفلات موسيقية حية، وتجمعات عائلية تتخللها تناول أطباق منزلية تقليدية. وفيما يلي أبرز الطرق التي يحتفل بها الأرجنتينيون بهذه المناسبة:
تستضيف بوينس آيرس كل عام عرضًا عسكريًا رسميًا في شارع أفينيدا ديل ليبرتادور. ويتميز هذا العرض المهيب بتحليق الطائرات التابعة لسلاح الجو، ومشاركة قوات الجيش إلى جانب طلاب المدارس المحلية، والمجموعات الثقافية، وفرق الرقص الشعبي التقليدي. ويُعد عرض يوم الاستقلال الأرجنتيني مناسبة محببة تجمع الأجيال معًا في أجواء من التقدير للتاريخ والاحتفال بالوطن.
أصبح المنزل التاريخي، الذي أُعلن فيه الاستقلال، متحفًا شهيرًا، ويُعدّ مركزًا للاحتفالات الوطنية. ويحضر الرئيس والشخصيات العامة كل عام مراسم تذكارية هنا، يُخلّدون فيها هذه اللحظة من خلال عروض موسيقية وفنية ورفع العلم. ويُمكن زيارة "المنزل التاريخي في توكومان" على مدار العام، حيث تُقدّم معارض تفاعلية وعرضً للصوت والضوء، تروي قصة استقلال الأرجنتين.
تُعدّ الموسيقى والرقص جانبًا مهمًا من احتفالات هذا اليوم. ففي ساحة مايو والعديد من الأماكن الثقافية في مختلف أنحاء بوينس آيرس، يستمتع السكان المحليون والزوار على حد سواء بعروض التانغو التقليدية والفرق الشعبية والموسيقى الحية. كما تستضيف العديد من المدن والبلدات الصغيرة فعاليات في الهواء الطلق، تُبرز التنوع الثقافي الغني في الأرجنتين.
في جميع أنحاء البلاد، تُزيّن الشرفات والمباني العامة بأعلام الأرجنتين، وتتجمع المجتمعات المحلية للاستمتاع بالاحتفالات. وتمتلئ الساحات العامة بالموسيقيين والأسواق الحرفية، وغالبًا ما يرتدي الأطفال أزياءً تاريخية للمشاركة في عروض مدرسية واحتفالات محلية.
ويُعدّ الطعام من أبرز معالم العيد، حيث تُقدّم أطباق أرجنتينية أصيلة، مثل اللوكرو (يخنة دسمة مصنوعة من الذرة والفاصوليا واللحوم)، والإمباناداس، والهوميتا، إلى جانب الحلويات مثل الباستيليتوس، وكميات وفيرة من حلوى دولسي دي ليتشي. وتعكس هذه الوجبات المميزة التنوع الثقافي الأرجنتيني، وتؤدي دورًا محوريًا في طريقة احتفال الأرجنتينيين بهذه المناسبة.
مع احتفال الأرجنتين بالذكرى السنوية الـ209 لذلك اليوم التاريخي في عام 2025، يوفر العام الثقافي قطر - الأرجنتين وتشيلي 2025 منصة فريدة للاحتفال وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
ومن خلال المعارض، والعروض الموسيقية، وورش العمل، والعروض المميزة لفنون الطهي، تدعو هذه المبادرة الجمهور في قطر للتواصل مع الأرجنتين بطرق جديدة وملهمة على مدار هذا العام.
واحتفالًا بهذه المناسبة، أضيء كل من متحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني بعروض ضوئية تحمل ألوان علم الأرجنتين، لتتألق في سماء الدوحة ليلاً كرمز للوحدة الثقافية والاحترام المتبادل بين الشعوب.
وحتى 19 يوليو، يُمكن للزوار استكشاف معرضٍ فني بارزٍ في متحف قطر الوطني بعنوان "لاتينو أمريكانو: الفن الحديث والمعاصر من مقتنيات متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا)، وإدواردو ف. كوستانتيني". ويُقام هذا المعرض خصيصًا ضمن فعاليات العام الثقافي 2025، ويعرض مختارات مميزة من مقتنيات متحف مالبا الشهير، ويوفر للزوار فرصة للتعرف على تطور لغة الفن والمخيلة الثقافية في الأرجنتين وأمريكا اللاتينية.
اكتشف المزيد من الأنشطة والفعاليات الثقافية القادمة في قطر وأمريكا اللاتينية ضمن برنامج فعاليات مبادرة الأعوام الثقافية.