الفروسية وسباق الخيل – ثقافة الخيل في قطر

الخيل في الثقافة العربية 

لطالما تميّزت الخيول بدورها الثقافي المهم في مختلف أنحاء الوطن العربي منذ فترة ليست بالقصيرة. وبلُغة التاريخ، كان السفر والتجارة لا يستغنيان عن الخيل، ومكانتُها الرفيعة تظهر جليّةً في فنون المنطقة، وأشعارها، وموروثاتها الشعبية.

وقد عُرفت الخيل العربية، بسرعتها وقدرتها على التحمّل وجمالها، إذ تعدّ على نطاق واسع من أجمل الخيول في العالم. ويُحتفى بهذا الرابط العميق مع الخيل في العديد من الممارسات الثقافية، والفعاليات، ورياضات الفروسية في شتّى أنحاء العالم العربي، والتي لا تزال مستمرّة إلى يومنا هذا.

الخيل في الثقافة القطرية

كانت الخيل ولا تزال متجذّرةً في حياة القطريين منذ قرون، وتُعزى أهمّيتها في الثقافة القطرية إلى قبائل البدو الأصلية التي عاشت في شبه الجزيرة العربية. كانت الخيول أساسيةً عند هؤلاء البدو الرحّل، لضمان بقائهم وسط بيئة صحراوية حُبلى بالصعوبات، ليصبحوا في نهاية المطاف رمزًا للمنزلة الرفيعة والثروة الوفيرة.  واليوم، يُحتفى بالخيل في فعاليات ومهرجانات وطنية متنوعة، فهي تؤدي دورًا محوريًا في الرياضات المتصلة بالتقاليد القطرية، من قبيل سباق الخيل وعروض القفز على الحواجز.

يتجلّى الاهتمام المعاصر لقطر بالخيول في عدّة فعاليات ومبادرات سنوية، تُروّج للرياضة وتُبرز موهبة البلد المذهلة في الفروسية. وكانت قطر قد شاركت في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ريو 2016، سواء في المنافسات الفردية أو الخاصة بالفريق. حيث حلَّ الفارس الشيخ علي بن خالد آل ثاني في المركز السادس. موازاةً مع ذلك، يُقدم 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي في الدوحة رؤية عميقة تُظهر حرص قطر على هذه الرياضة، من خلال عرضه لأنشطة الفروسية وجوائز كأس قطر العالمي للخيل العربية الأصيلة.

الخيل في الثقافة المغربية

على غرار قطر، يتميّز المغرب هو الآخر بتقاليده المتجذرة بعمق في مجال الفروسية، فقد كانت الخيل أمرًا أساسيًا في أسلوب حياة المغاربة لقرون خلت، من النقل والزراعة إلى المهام العسكرية. ويُعرف الحصان البربري، المتأصّل في شمال أفريقيا، بقوته وخفّته، وكانت صفحات التاريخ توثّق حضوره في المنطقة.

فن التبوريدة أو الفانتازيا في المغرب، هو تقليد لعروض الفروسية، وعرض مثير لفن ركوب الخيل، ينخرط فيه فرسان يرتدون الزي التقليدي المغربي، ويعتلون أحصنتهم في تناغم موحّد، وله رمز قوي يعكس التراث المغربي، وتُؤدّى عروضه في مهرجانات ومحافل ثقافية.

عُقدت فعاليات متنوّعة للفروسية في إطار العام الثقافي قطر-المغرب 2024، والتي تشمل "جولة لونجين العالمية لأبطال قفز الحواجز"، التي احتضنتها الرباط لأول مرة. كما أبرز معرض الفرس للجديدة الجوانب الثقافية والتنافسية لعالم الفروسية.

سباق الخيل في قطر 

تحظى رياضة سباق الخيل بمكانة عالية في قطر، وتعكس بذلك الحبّ الذي يكنّه البلد لهذه الرياضة. هنا في قطر، يمثّل نادي قطر للسباق والفروسيةجوهر سباق الخيل مع برنامج سباق موسمي حافل كل عام.

تجري فعاليات موسم سباق الخيل في قطر من أكتوبر إلى أبريل، وعادةً ما تُنظّم السباقات في مضمار الريان، وهو مكان مجهّز بأحدث التقنيات، ويقع خارج الدوحة. يمكن للزوار الاطلاع على تفاصيل السباقات المقبلة، بما فيها رسوم الدخول ورزنامة الفعاليات الخاصة، بالموقع الإلكتروني لنادي قطر للسباق والفروسية.

تُنظّم على مدار العام العديد من الفعاليات المرموقة، تضمّ ديربي قطر الدولي ومهرجان سيف سمو الأمير، أبرز حدثين في رزنامة سباقات الخيل في قطر.

تعدّ قطر داعمًا أيضًا لسباقات الخيل خارج البلد، مثل جائزة قطر قوس النصر على مضمار لونشان الشهير في باريس، الذي يُنظّم تحت رعاية نادي قطر للسباق والفروسية.

ركوب الخيل في قطر 

يمكن لأولئك الذين يزورون قطر في غير موسم سباقات الخيل، أن يعيشوا تجربة بين ثنايا ثقافة الفروسية في قطر والاستمتاع بمشاهدة الخيل العربية المهيبة وركوبها. وأمام عشاق الفروسية خيارات عدّة لركوب الخيل في الدوحة ونواحيها. 

أما أولئك الذين يتطلّعون إلى اكتساب مهارات في ركوب الخيل أو صقل هذه المهارات، فسيجدون ضالّتهم في العديد من المراكز المتخصّصة في الفروسية التي تقدّم دروسًا في ركوب الخيل في قطر لمختلف الأعمار والقدرات. 

أفضل أندية ركوب الخيل في قطر 

• مركز الشقب للفروسية هو عضو مؤسسة قطر، ومؤسسة رائدة لتعليم الفروسية في البلد، تقدّم دروسًا جماعية وخاصة وحصصًا تدريبية في ترويض الخيل وعروض القفز، يلقّنها مدرّبون مخضرمون في مرافق بمعايير عالمية. 
• مدرسة السمرية للفروسية هي الأخرى مؤسسة رائدة في مجال الفروسية، تُقدّم تدريبًا بجودة عالية، وأنشطة ما بعد الدراسة، وبرنامجًا للعلاج بركوب الخيل، ونادي البوني للأطفال، بالإضافة إلى فعاليات أخرى، وغيرها الكثير.
• يوفّر مركز الخور للفروسية بيئة مريحةً لراكبي الخيول، ويقدّم دروسًا وجولات في مسارات مخصّصة، ليكون بذلك خيارًا مميّزا للعائلات.

فعاليات الفروسية في دولة قطر

قطر هي فاعل رئيس في ميدان الفروسية على الصعيد الدولي، حيث استضافت فعاليات متنوعة استقطبت فيها جماهير العالم، وكان "مهرجان سيف سمو الأمير" بلا أدنى شك أرقى وأبرز الفعاليات التي تضمنتها رزنامة سباقات الخيل في قطر. وتقدم هذه الفعالية التي تمتدّ لثلاثة أيام، سباقات رفيعة المستوى وعروض القفز ومنافسات في قوة التحمّل. إذ يُعد هذا المهرجان أبرز حدث في السنة يجذب إليه عشّاق الفروسية، ويحضره وجهاء من مختلف أنحاء العالم إلى جانب الشغوفين بالمجال.

حدث سنوي آخر يترقّبه الجميع بحماس هو جولة لونجين العالمية لأبطال قفز الحواجز، التي تدخل ضمن سلسلة عروض القفز الدولية، التي تضمّ أمهر الفرسان والأفراس في العالم.

تستضيف قطر بالإضافة إلى المسابقات الدولية فعاليات من ضمنها مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية، الذي يحتفي بتراث الخيل العربية وجمالها.

وخلاصة القول، أن قطر تُقدّم تجربةً متنوعة وغنية لكل شخص مهتم بعالم الفروسية، سواء في سباقات الخيل، أو في ركوبها، أو في حضور فعاليات خاصة بها. ومع الكشف عن برنامج العام الثقافي قطر- المغرب 2024، ستحتفي الدولتان بأواصر صداقتهما القائمة على المدى البعيد، وبذلك الشغف العميق والمستمرّ لديهما بثقافة الخيل.

تعرّفوا على المزيد من "الفعاليات" خلال العام الثقافي قطر- المغرب 2024.