سفراء الثقافة القطرية في رحلة عبر اليابان
2025/08/20
الأعوام الثقافية
false
2025/08/20
واصل سفراء مبادرة الأعوام الثقافية من المؤثرين بعد يومين حافلين في إكسبو 2025 أوساكا مغامرتهم المميّزة في أنحاء اليابان، حيث ضم الوفد كلًا من: غانم المفتاح، وعبد العزيز العجيل، وخليفة الهارون (مستر كيو)، وأنس أبو قمر (Triple F Qatar)، ونورا بو حليقة، وعبد الرحمن صالح الأشقر، وعيسى الجمالي.
استعرضت كل محطة وجهًا فريدًا من جوانب الحياة في اليابان، من شوارع أوساكا المُضيئة بمصابيح النيون إلى أضرحة كيوتو الهادئة وملاذ الفن المعاصر الغامر في ناوشيما.
بين نكهات الطعام المحلي العطرة وسحر العمارة الفريدة، قدّمت كل لحظة تجربة ملهمة ومباشرة لثقافة اليابان. ولم تكتفِ هذه الرحلة بإبراز ثراء الثقافة اليابانية فحسب، بل احتفت أيضًا بالإرث المتواصل الذي انطلق مع أول عام ثقافي وهو قطر-اليابان 2012.
تُعرف أوساكا، المشهورة بلقب "مطبخ اليابان"، بالمشهد النابض بالحياة للطعام المحضّر في الشوارع وبأجوائها الليلية النشطة. قدّمت المدينة لسفراء مبادرة الأعوام الثقافية من المؤثرين فرصة للغوص في أعماق عالم الطهي الياباني وثقافته. وقد قال أنس أبو قمر: "أدهشتني أوساكا بجمالها وحيويتها. شاركت في جولتين لتذوّق الطعام وجربت أفضل 10 أطباق يُنصح بتجربتها في المدينة، لقد كانت تجربة مذهلة. تجوّلت في مناطق عديدة، وأعجبتني المدينة بنظافتها وحداثتها ونبضها المستمر."
كما استكشف الوفد مناطق أوساكا الشهيرة، من أبرزها حي دوتونبوري المفعم بالحياة والمعروف بأكشاك الطعام المحضّر في الشارع المنتشرة فيه. من الأوكونومياكي إلى التاكوياكي، ومن المأكولات البحرية إلى الحلويات، أبهرت أوساكا الجميع بنكهاتها البارزة وطاقتها الحيوية. وقد انجذب المؤثر عبدالرحمن صالح الأشقر إلى إحدى الوجبات بشكل خاص، وعن هذه التجربة، قال: "لا يزال طعم طبق تيمبورا المأكولات البحرية الذي تناولته في أوساكا عالقًا في ذهني. كانت النكهات طازجة ودافئة، ومقرمشة من الخارج، وطرية من الداخل، وغنية بمذاق الأومامي. كانت الوجبة المثالية بعد يوم طويل في الإكسبو."
زار الفريق أيضًا حديقة نارا، الشهيرة بالأيائل التي تتجوّل فيها بحرية وبأجوائها الهادئة، حيث شكّلت تباينًا هادئًا يكاد يكون سحريًا مع الأجواء الصاخبة في قلب أوساكا.
توجّه الفريق بعد ذلك إلى كيوتو، المدينة القريبة من أوساكا، والتي شكّلت تباينًا واضحًا من حيث طابعها ووتيرة الحياة داخلها، بما تضمه من بيوت الماتشيا الخشبية العريقة ومسارات المعابد الساكنة. وعن هذه التجربة، علّق أنس قائلًا: "كانت كيوتو مذهلة بطابعها التقليدي؛ منازلها القديمة، وسكانها بزيّ الكيمونو، والسكينة التي تملأ المكان."
تجوّل السفراء في حي غيون العريق، بين أزقّته التي تنبض بروح الماضي، مستشعرين عبق مدينة تبدو وكأن الزمن توقّف فيها.
وكانت زيارة ضريح فوشيمي إناري من أبرز المحطات، إذ تشتهر مساراته بآلاف بوابات التوري الحمراء التي تتلوّى صعودًا بين غابات جبل إناري. يُكرّس المزار لإله الرخاء وفق معتقدات الشينتو، وتُعدّ كل بوابة توري تبرعًا رمزيًا يحمل الأمنيات بالنجاح ورسائل الامتنان. وقد حظي السفراء في هذا الموقع الفريد بلحظات من التأمل والسكينة وسط الطبيعة بإطلالات خلابة على مدينة كيوتو.
قاد الفصل الأخير من الرحلة السفراء إلى جزيرتي ناوشيما وتيشيما، الواقعتين في بحر سيتو الداخلي، واللتين شهدتا تحوّلًا لافتًا من قرى صيد بسيطة إلى محطات فنية ذات شهرة عالمية.
وفي صميم هذا التحوّل تكمن رؤية تُجسّد قدرة الفن والثقافة في إعادة تشكيل المكان، وهي فكرة لاقت صدى عميقًا لدى الفريق. وتأمّل عبدالعزيز العجيل في تجربته قائلًا: "منذ البداية، شدّتني الفكرة الكامنة وراء هذه الجزيرة؛ كيف يمكن لشغف شخص واحد بالفن والثقافة أن يُحدث هذا التحوّل الكامل. فقد كانت ناوشيما في السابق شبه منسية، واليوم أصبحت وجهة عالمية يأتيها الناس من كل حدب وصوب ليعيشوا تجربة فنية مختلفة تمامًا."
كما استكشف السفراء مواقع فنية بارزة مثل متحف تشيتشو للفنون تحت الأرض، من تصميم تاداو أندو، حيث تتلاقى الإضاءة الطبيعية مع العمارة لتُقدّم تجربة حسّية غامرة تجعل الزوّار يشعرون وكأنهم جزء من العمل الفني. كما زاروا متحف لي يوفان، ومتحف بينيس هاوس، ومشروع بيت الفنون الذي يضم أعمالًا تركيبية فنية في الهواء الطلق أُدرجت داخل منازل تقليدية.
تتوزع الأعمال الفنية في كل ركن من أركان الجزيرة، حيث تتداخل بانسجام مع البيوت والطرقات، مندمجة بسلاسة مع تفاصيل الحياة اليومية. وما أثار إعجاب عبدالعزيز بشكل خاص هو أن الفن لم يكن محصورًا داخل جدران المعارض، حيث علّق قائلًا: "إنه جزء من الطبيعة، ومن المباني، وحتى من أدق التفاصيل."
ولا يمكن الحديث عن ناوشيما دون ذكر منحوتة "اليقطين" الشهيرة ليايوي كوساما، التي تقف بثبات على طرف الجزيرة بمحاذاة البحر.
اجتمع الفن والطعام في ناوشيما بطريقة لا تُنسى. وقد علّق عبدالرحمن على إحدى وجبات العشاء التي قُدّمت له في أجواء مستوحاة من الفن، قائلًا: "ما تناولته لم يكن مجرّد وجبة، بل تجربة خُلّدت في الذاكرة. أن أجلس وسط أعمال تركيبية فنية وأتذوّق الأطباق اليابانية المحلية، جعلني أشعر وكأنني جزء من رحلة الجزيرة الفنية. اليابان ذكّرتني بأن الطعام ليس مجرد غذاء، بل يمكن أن يكون فنًا، وذكرى، ورابطًا."
لم تكن هذه الجولة في اليابان بالنسبة للسفراء مجرّد رحلة سياحية تقليدية، بل كانت فرصة للتعمّق في معاني الهوية، واستلهام الإبداع، وبناء روابط حقيقية مع الثقافة اليابانية.
حمل سفراء مبادرة الأعوام الثقافية من المؤثرين روح قطر معهم خلال رحلتهم في اليابان، وعادوا بكنز من الإلهام والأفكار. وعلّق أنس عن ذلك قائلًا: "تركت ناوشيما أثرًا كبيرًا في نفسي. فكرتها والفن الذي عايشناه هناك كانا تجربة مختلفة تمامًا."
وفي ظل نمو المشهد الثقافي في قطر، لاحظ العديد من المؤثرين انعكاسات لوطنهم الأم في احتفاء اليابان بتراثها، وانفتاحها في الوقت ذاته على الحداثة. وقد علّق عبدالعزيز قائلًا: "التحوّل الذي شهدته ناوشيما يُشبه ما نراه في وطننا، حيث بدأ المجتمع يُدرك قيمة الفن والثقافة ويمنحهما تقديرًا أعمق ومعنى أوسع."
هل ترغبون في معرفة المزيد عن مغامرة وفدنا في اليابان؟ يمكنكم قراءة تجربتهم داخل جناح قطر في إكسبو 2025 أوساكا.
تعرّفوا على أبرز الفعاليات المرتقبة في الدوحة في إطار العام الثقافي قطر والأرجنتين وتشيلي 2025.