الأعوام الثقافية
false
2025/11/21
تشتهر بوينس آيرس بروح النشاط والحركة في أحيائها، وبشغفها الكروي المتجذّر في ثقافتها، وبتاريخها السياسي، وعالمها الفني المزدهر، دون إغفال رقصة التانغو. وقد أصبح الناس يطلقون عليها "باريس أمريكا اللاتينية" نظرًا لهندستها المعمارية المستوحاة من الطراز الأوروبي وروحها العالمية، بينما تُشكّل موسيقى ورقصة التانغو جوهر هوية المدينة، إلى جانب وجبة أسادو (المشاوي الأرجنتينية) الشهية، وثقافة مقاهيها المفعمة بالحياة.
تشتهر المدينة عالميًا باللمسة الإبداعية في مظهرها، من المسارح والمتاحف إلى الجداريات البارزة في الشوارع، كما تتميّز بساحة أدبية مذهلة، فهي مسقط رأس العديد من المؤلفين مثل خورخي لويس بورخيس، وموطن لمئات المكتبات المستقلة.
بوينس آيرس ليست أكبر مدينة في الأرجنتين فحسب، بل عاصمتها أيضًا، حيث تُعدّ المركز السياسي والاقتصادي والثقافي للبلد؛ فهي تضم مقر الحكومة الوطنية، وكبرى الشركات متعددة الجنسيات، بالإضافة إلى مختلف الجامعات والسفارات.
تقع بوينس آيرس في شرق الأرجنتين، على ضفاف مصب نهر ريو دي لا بلاتا، وهو موقع استراتيجي جعل منها بوابةً للمحيط الأطلسي ووجهةً سياحيةً مميزةً في أمريكا الجنوبية. ويُسهم هذا الموقع الساحلي أيضًا في اعتدال مناخ المدينة البحري. وقد بلغ عدد سكان بوينس آيرس الكبرى قُرابة 15 مليون نسمة في 2025، مع مركزها الذي يقطن فيه حوالي 3 ملايين نسمة، ما يجعلها واحدةً من كبرى مدن أمريكا اللاتينية.
بوينس آيرس مدينة زاخرة بالمواقع الأثرية، يقدّم كل منها لمحة عن تاريخ البلد وثقافته وإرثه الفني.
ميدان مايو هو قلب التاريخ والسياسة لمدينة بوينس آيرس، تُحيط به مبانٍ بارزة من جميع الجهات، مثل البيت الوردي (القصر الرئاسي للدولة)، وكاتدرائية متروبوليتان، ومبنى كابيلدو.
شهد هذا الميدان بعضًا من أهم الأحداث في تاريخ الأرجنتين، شملت ثورة مايو عام 1810 التي كانت تشكّل الخطوة الأولى نحو استقلال الأرجنتين، ومسيرات "أمهات ميدان مايو"، الحركة التي تأسّست من أجل إحداث تغيير اجتماعي والمطالبة بالعدالة لضحايا الدكتاتورية العسكرية. ننصح بزيارتها في الصباح الباكر أو في المساء للاستمتاع بأجواء هادئة.
يقع كامينيتو في حي لا بوكا، وهو متحف مفتوح تزيّنه الألوان الزاهية، ويمتلئ بفناني الشوارع وعروض الأداء لرقصة التانغو ومتاجر الحرف اليدوية، ليقدم لمحة عميقةً عن روح بوينس آيرس الإبداعية وتراث المهاجرين فيها. سُمي الشارع نفسه نسبة إلى راقص تانغو شهير اسمه خوان دي ديوس فيليبرتو، وكانت منازله الملوّنة في أصلها مطلية ببقايا الدهانات في حوض بناء السفن.
تُعد هذه المقبرة الضخمة والشهيرة عالميًا من أكثر مواقع بوينس آيرس جذبًا للزوار، وغالبًا ما يأتوها لرؤية قبر إيفا بيرون، وشخصيات بارزة أخرى من التاريخ الأرجنتيني.
تُحيط بمقبرة ريكوليتا الحدائق والمقاهي، الأمر الذي يجعلها مكانًا هادئًا ومحفّزًا للتفكير حيث يقضي فيها المرء وقتًا ممتعًا. يُشبه تصميمها مدينةً مصغّرة، بأضرحة من الرخام، وسراديب قوطية، وتماثيل لنحاتين بارزين. انضموا إلى جولة إرشادية للكشف عن قصص العائلات المدفونة هنا.
يُعد مسرح كولون أحد أشهر دور الأوبرا في العالم. افتُتح لأول مرة عام 1908، واشتهر بجودة صوته العالية وهندسته المعمارية الفخمة، ويُقدم عروضًا عالمية المستوى في الباليه والأوبرا والموسيقى الكلاسيكية.
يمكنكم حجز جولة إرشادية للاستمتاع بالديكور الداخلي الفاخر أو حضور أحد العروض التي تبرز فيها المواهب المحلية والعالمية. يعكس تصميم المسرح مزيجًا من التأثيرات الإيطالية والفرنسية والألمانية، جعله يحظى بإشادة واسعة بفضل الصوتيات الفريدة التي تميّزه، والتي تجذب فنانين من جميع أنحاء العالم.
وفي إطار العام الثقافي قطر-الأرجنتين وتشيلي 2025، قدمت أوركسترا قطر الفلهارمونية لقاءً موسيقيًا في مسرح كولون بالأرجنتين في سبتمبر 2025، حضره سفراء مبادرة الأعوام الثقافية من المؤثرين، وكان بمثابة أول جولة لأوركسترا قطر الفلهارمونية في أمريكا الجنوبية.
يتميز كل حي من أحياء بوينس آيرس المتنوعة بطابع خاص وتجارب مختلفة تميّزه عن غيره.
باليرمو هو أكبر أحياء المدينة، يزخر بالحدائق والمنتزهات الخضراء، والمتاجر، والمقاهي المليئة بالطاقة والمرح. يُعدّ كلٌّ من باليرمو سوهووباليرمو هوليوود مركزين يضمّان أنشطة التسوق وفنون الشارع ونشاطات للمساء.
لا تفوّتوا فرصة التنزه في حديقة بوينس آيرس النباتية أو ركوب الدراجات الهوائية في غابات باليرمو. انضموا إلى السكان المحليين في عطلات نهاية الأسبوع للاسترخاء حول البحيرات أو التسوق في معارض الحرف اليدوية في ساحة سيرانو.
يمزج حي ريكوليتا بين العمارة الأوروبية والمشهد الثقافي الغني؛ فإلى جانب المقبرة، يضم الحي بعضًا من أبرز المؤسسات الثقافية وصالات العرض الفنية ومعارض التحف الأثرية في المدينة. وتُضفي شوارعه المزدانة بالأشجار ومبانيه الأنيقة أجواءً هادئةً ومشهدا تصويريًا مُلفتًا.
يستضيف مركز ريكوليتا الثقافي معارض وورشات عمل وفعاليات موسيقية بصفة دورية. كما يضم حي ريكوليتا المتحف الوطني للفنون الجميلة، الذي يعرض أعمالًا لفنانين لامعين من أوروبا وأيضًا لفنانين أرجنتينيين، ما يجعله وجهةً لا غنى عنها لعشاق الفن في بوينس آيرس.
إل أتينيو جراند سبلينديد مكان آخر يستحق الزيارة، وهو عبارة عن مسرح سابق تحوّل إلى واحدة من أجمل المكتبات في العالم.
يشتهر حي لا بوكا بمبانيه التي تشعّ بالألوان، وشوارعه التي تعجّ بالحركة، وينشر فيه فنانو الشوارع وراقصو التانغو روح الحيوية والحماس. وإلى جانب شارع كامينيتو والمعارض الفنية المحلية، يمكن للزوار استكشاف ملعب لا بومبونيرا، الواقع في بوكا جونيورز، وعيش تجربة مباراة أو جولة محمّلة بالتراث الشعبي لكرة القدم. كما توفر الجولات الإرشادية رؤى تاريخية حول الجذور الإيطالية للمهاجرين بالحي وقصة تحوّله إلى مركز للفن.
بعد أن كانت بويرتو ماديرو منطقة مهملة في السابق، تحولت في السنوات الأخيرة إلى منطقة ساحلية أنيقة تضم مطاعم رفيعة المستوى وشققًا فاخرة وأعمال فنية تركيبية بلمسة عصرية. تُعد المنطقة مثالية لتناول الطعام الراقي والتنزه على الواجهة البحرية الرائعة، كما تستضيف المنطقة فعاليات ومعارض في الهواء الطلق على طول الأحواض المائية.
سان تيلمو هو أقدم حي في بوينس آيرس، أو "باريو"، يشتهر بأزقته الساحرة المرصوفة بالحصى، ومتاجره العتيقة، وتاريخه العريق الذي كان مهدًا لرقصة التانغو. ويُعد سوق سان تيلمو، الذي يضرب موعدا زوارُه كل أحد، ملاذًا لهواة جمع المقتنيات والشغوفين بعالم الثقافة، حيث يتذوّقون فيه الطعم البوهيمي للمدينة. ولا تنسوا زيارة باحة سوق سان تيلمو لشراء المنتجات الطازجة والمأكولات المحلية الشهية والتسوق من أكشاك الطعام.
أما حي ميكروسنترو، فهو قِبلة تضم المؤسسات المالية والمعالم المعمارية التي خلّفها الاستعمار، بالإضافة إلى أماكن سياحية مهمة تمتد على طول شوارعها الصاخبة، ما يجعله نقطة التقاء لمجالي الأعمال والثقافة في بوينس آيرس.
تشمل أهم الوجهات السياحية المسلة الغنية عن التعريف، وشارع كورينتس الذي يحتضن العروض المسرحية، ومركز جاليرياس باسيفيكوللتسوق المُصمم على طراز الفن الحديث، وهو مكانٌ مثالي للاستمتاع بالمقاهي التقليدية. وتتميز المنطقة بأجواء ساحرة خاصةً في الليل عندما تنبعث بقوة أضواء المسارح والواجهات القديمة.
لأن بوينس آيرس هي عاصمة الأرجنتين، فإنها تعكس هوية مطابخه المتنوعة؛ إذ إن تذوّق مأكولات المدينة يعدّ بلا شك من أقصر الطرق التي تقودك للتعرف على الثقافة الأرجنتينية.
لا تكتمل زيارة بوينس آيرس دون الاستمتاع بتجربة الأسادو؛ إنه أكثر من مجرد وجبة، بل هو طقس اجتماعي في الأرجنتين، تقدم فيه قطع لحم عالية الجودة، من مطاعم الشواء الشهيرة، مثل مطعم دون خوليو الشهير عالميًا، ومطعم لا كابريرا، ومطعم إل بوبري لويس المحلي الشهير، وتجتمع فيه العديد من العائلات كل أحد للشواء وتبادل القصص، والاستمتاع بطبق الأسادو مع السكان المحليين، وهي أكثر التجارب أصالةً وتفاعلًا في الأرجنتين.
مزيج بين الثقافة والمأكولات مع عرض لرقصة تانغو على العشاء. تقدم الأماكن التاريخية، مثل مقهى لوس أنجيليتوس وإل كويراندي، عروضًا حية لرقصات التانغو ووجبات فاخرة وأجواءً مميزة. لتحصل على بيئة مريحة، توجه نحو المقاهي الأرجنتينية التقليدية المعروفة باسم "بوديجونيس"، التي غالبا ما تقدم كميات وفيرة من الميلانيزا أو المعكرونة في أجواءٍ تبعث على الحنين إلى الماضي.
الإمباناداس هو عبارة عن وجبة خفيفة أساسية، متوفرة بحشوات متنوعة، من لحم البقر إلى الذرة. يوفرها يوفّرها بائعو الطعام في الشارعوالمطاعم الصغيرة في جميع أنحاء بوينس آيرس، موفرين بذلك مذاقًا أصيلًا للمطبخ الأرجنتيني.
كما تصطف عربات الطعام في شوارع المدينة، وتقدم ساندوتشات تشوريبان وميلانيزا وغيرها. ويقدم الباعة المحليون في أحياء مثل كونستيتسيون وباركي سينتيناريو أطباقًا مميزة تمثّل مختلف أنحاء الأرجنتين، مثل لوكرو (حساء دسم)، ولفائف الذرة المحشوة باللحم المفروم (تامالي)، وحلويات مثل تشورو مع دولتشي دي ليتشي (الحليب المكرمل).
تشتهر بوينس آيرس بثقافة المقاهي، على سبيل المثال هناك مقاه مثل مقهى تورتوني يقدّم لمحة عن ماضي الأدب في المدينة، فقد كان يرتاده المثقفون والكتاب. حتى المقاهي العصرية تُوفّر معجنات تقليدية مثل فاكتوراس التي تُقدم مع مشروب المتة أو القهوة المصنوعة بطريقة تقليدية.
يظهر الإرث الفني الغني للمدينة جليّا في متاحفها، وفن الشوارع فيها، وأنماطها المعمارية المتنوعة.
يُعد متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا) أحد أبرز المؤسسات الفنية الرائدة في المدينة، ويُركز على الفن في أمريكا اللاتينية في القرنين العشرين والحادي والعشرين، ويُقدم معارض تُظهر التنوع الثقافي للمنطقة.
في وقت سابق من هذا العام، تعاون متحف مالبا مع مبادرة الأعوام الثقافية لتنظيم معرض لاتينو أمريكانو في متحف قطر الوطني، والذي يعرض الفن اللاتيني الأمريكي المعاصر للجمهور العالمي في الدوحة.
يُقدم متحف الفنون الجميلة الوطني أيضًا لمحاتٍ رائعة عن الفن الأرجنتيني والفن الأمريكي اللاتيني عبر عصور مختلفة. إل ثانخون ذي غرانادوس هو منزل مُرمم يعود للقرن التاسع عشر، يكشف عن جوانب محجوبة من تاريخ المدينة.
سيستمتع عشاق كرة القدم بمتحف ريفر، المُخصص لنادي ريفر بليت الشهير. يُعد متحف الفن الحديث وفانداسيان برُوَا في لا بوكا من المعالم التي تستحق الزيارة من لدن عشاق الفن. كما يستضيف مركز أوسينا ديل آرتي القريب حفلات موسيقية ومعارض فنية على نحو منتظم.
تُسلّط هذه المؤسسات الضوء على التعبيرات الثقافية التاريخية وكذا المعاصرة، مُقدّمةً برامج تفاعلية وورشات عمل ومعارض خاصة على مدار العام.
تُعدّ بوينس آيرس عاصمةً لفن الجداريات. تزخر أحياء مثل كوليجياليس وباليرمو وفيلا أوركويثا بجداريات ضخمة وفن شارع يعجّ بالحياة. تتناول هذه الجداريات البارزة مواضيع سياسية وشخصيات تاريخية وأساطير أمريكا اللاتينية، ما يجعل المدينة معرضًا فنيًا في الهواء الطلق.
وحوّل فنانون مثل مارتن رون وإيفر جدران المدينة إلى قصص إبداعية تعبّر عن سياقات اجتماعية. وقد تفجّرت طاقة الأعمال الإبداعية بفعل سياسات المدينة المنفتحة على فن الغرافيتي.
هذا وقد نشأ أيضًا تآزر متزايد بين فناني الجداريات في كل من الأرجنتين وقطر، ما عزّز المشاريع التعاونية التي تجمع بين التقاليد المحلية والرؤى الفنية القطرية. وتحت مظلة العام الثقافي قطر-الأرجنتين وتشيلي 2025، ستُقدّم مبادرة جداري آرت جداريات عامة لفنانين قطريين إلى الأحياء المحلية في بوينس آيرس، وذلك بعد تعاون مماثل في الدوحة في أكتوبر 2025.
لقد حوّل الفنان الأرجنتيني بابلو هاريمبات أنفاق مضمار قطر الأولمبي للدراجات الهوائية إلى لوحات جدارية تحتفي بثقافات الشعوب الأصلية في أمريكا اللاتينية، بالتعاون مع الفنان الجداري التشيلي دانيال مارسيلي. وفي وقت سابق من هذا العام، تعاون مارتن رون أيضًا مع الفنان القطري مبارك المالك في الدوحة، ليُبدعا جدارية تُخلّد ذكرى فوز الأرجنتين بكأس العالم 2022.
تمتدّ عمارة المدينة لتشمل مجموعة واسعة من الأساليب من عصور تاريخية مُختلفة. ومن الأمثلة على ذلك مركز تسوق غاليريس باسيفيكو الذي يُميّزه طراز الفن الجديد، ومباني آرت ديكو الرائعة في شارع أفينيدا دي مايو، ومباني بنك لندن وأمريكا الجنوبية التي اعتمدت طراز العمارة الأولية، ومنازل سان تيلمو التي خلّفها الاستعمار.
يُعد قصر بارولو، المستوحى من الكوميديا الإلهية لدانتي، جوهرة معمارية أخرى، بالإضافة إلى قصر أغواس كورينتس، الجوهرة الخفية المغطاة ببلاط متعدد الألوان. وغالبًا ما تُبرز الجولات المعمارية في بوينس آيرس تفاصيل خفية، مثل الأعمال الحديدية المزخرفة واللوحات الجدارية والواجهات المنحوتة، التي تكشف عن تراث التصميم المتنوع في المدينة.
بوينس آيرس هي مدينة مترامية الأطراف، لذلك فالإلمام بوضع المواصلات من شأنه أن يُحسّن من جودة زيارتك.
يُعدّ مترو الأنفاق (SUBTE) في بوينس آيرس عادةً أسرع وسيلة للتنقل في مركز المدينة. وتربط خطوط هذا المترو بين أحياء رئيسية مثل ميكروسنترو وباليرمو وكاباليتو، وذلك عبر ستة خطوط رئيسية مميّزةً بالألوان.
تغطي الحافلات المحلية، المعروفة باسم كوليكتيفوس، تقريبًا جميع أنحاء المدينة، وتخدم شبكة القطارات للمسافات القصيرة الركاب في ضواحي المدينة والمناطق المحيطة بها. أما بريمترو فهو نظام يضمّ خطوط ترام خفيفة تربط العديد من الأحياء الجنوبية بخط E في مترو الأنفاق.
يمكن استخدام بطاقة مترو الأنفاق القابلة لإعادة الشحن في جميع وسائل النقل العام، ما يجعلها ملائمة لكل من السكان المحليين والسياح. بلغت الأجرة الأساسية 1,112 بيزو أرجنتيني للرحلة الواحدة من أكتوبر 2025 (حوالي 2.80 ريال قطري و0.75 دولار أمريكي) مع بطاقة مترو مسجّلة، وبقيمة قدرها 1,768.08 بيزو أرجنتيني (حوالي 4.50 ريال قطري و1.20 دولار أمريكي) مع بطاقة غير مسجلة. وتنخفض أسعار الرحلات بخصومات تلقائية كلما وصلت إلى 20 و30 و40 رحلة شهريًا. وتبلغ تكلفة بريمترو 389.20 بيزو أرجنتيني مع بطاقة مسجلة و618.83 بيزو أرجنتيني بدون تسجيل.
تُعد العديد من أحياء بوينس آيرس، وخاصةً باليرمو وريكوليتا وسان تيلمو، مناسبة جدا للمشي، فالأرصفة العريضة والشوارع المُظللة بالأشجار والشوارع المُخصصة للمشاة تفتح شهية التنزه بين المقاهي والمتاجر والمعالم السياحية. كما يحظى ركوب الدراجات بشعبية كبيرة، حيث تتوفر مسارات مُخصصة لها وأنظمة عامة لمشاركة الدراجات مثل إيكوبيتشي، مما يُوفر أسلوبًا صحيًا ومستدامًا وفرصةً سانحةً لاستكشاف المدينة.
تتوفر أيضًا خدمة سيارات الأجرة الرسمية، وتنتشر تطبيقات مشاركة الرحلات مثل أوبر وكابيفاي على نطاق واسع في بوينس آيرس. وتتناسب هذه الخدمات بشكل خاص مع الوقت المتأخر من الليل أو عند التنقل بين المناطق التي لا تصلها وسائل النقل العام.
هل بوينس آيرس آمنة للسياح؟
بوينس آيرس آمنة بشكل عام، وخاصةً في الأحياء المزدحمة، ورغم ذلك يُنصح باتخاذ الاحتياطات اللازمة:
تابع آخر المستجدات من خلال التواصل مع المرشدين المحليين. في حال وجود أي شك، اسأل موظف الاستقبال في فندقك أو مضيفك عن نصائح السلامة الجديدة. وباتباعك هذه الإجراءات البسيطة، يمكنك الاستمتاع بالمدينة وأنت مطمئن.
تتمتع بوينس آيرس بمناخ معتدل، وأنشطة ماتعة تميّز كل فصل، ما يجعلها وجهة سياحية يرتادها الزوارعلى مدار العام.
تُزهر أشجار الجاكاراندا من سبتمبر إلى نوفمبر في جميع أنحاء المدينة. وتتفتّح حدائق مثل بلازا هولاند وروزدال بألوانها الزاهية، ويجعلها الطقس اللطيف فضاءً مميزًا لتناول الطعام في الهواء الطلق والاستمتاع بمهرجانات الربيع. وفي هذا الوقت من العام، تفتح العديد من المقاهي والمطاعم باحاتها لتناول الطعام في الهواء الطلق.
تحظى المدينة بشتاء لطيف وموسم هادئ من يونيو إلى أغسطس، ما يعني ازدحامًا أقل وأسعارًا أقل. استمتع بالمقاهي المريحة والشوكولاتة الساخنة والنزهات الهادئة في أحيائها التاريخية، وشتاء المدينة ملائم أيضًا لاستكشاف المؤسسات الثقافية بوتيرة أهدأ، بعيدًا عن الزحام.
تستضيف بوينس آيرس مهرجانات ومعارض على مدار العام، ويُقدم كل منها فرصة فريدة للتعرف على ثقافة المدينة المفعمة بالنشاط. يُنظّم مهرجان فيريا دي ماتاديروس كل يوم أحد على مدار العام، ويحتفي بالفولكلور الأرجنتيني وتقاليد الغاوتشو، من خلال الحرف اليدوية والمأكولات التقليدية والعروض الحية.
يُنظّم كرنفال بورتينو في فبراير أو مارس، وتضمّ شوارعه الملوّنة مواكب استعراضية وموسيقى وعروضًا للرقص. أما المعرض الفني المعاصر آرتيبا، الذي ينعقد في مايو، فيعرض أعمالًا فنية من الأرجنتين وأمريكا اللاتينية. ويمكن لعشاق الرقص أن يعيشوا أجواء مهرجان التانغو في بوينس آيرس كل أغسطس، مع عروض ودروس واستعراضات في الشارع تُبرز الرقصة المميّزة للمدينة.
يُمكن لعشاق الموسيقى في نوفمبر الاستمتاع بمهرجان الجاز في بوينس آيرس، الذي يجذب إلى مسارح المدينة فنانين عالميين للجاز. لكل مهرجان أجواؤه الخاصة، سواء عبر الاحتفالات في الشوارع أو الموسيقى الحية أو الرقص أو الفنون البصرية، حيث يتفاعل الزوار مع الحياة الثقافية المتنوعة في بوينس آيرس.
شهد العام الثقافي قطر، الأرجنتين وتشيلي 2025 تبادلات ثقافية واسعة النطاق في بوينس آيرس. وإلى جانب العرض الذي قدمته أوركسترا قطر الفلهارمونية في مسرح كولون أوائل هذا العام، استضافت المدينة أيضًا معرض كليلة ودمنة الفني في مكتبة ريكاردو غويرالديس. كما توطدت أواصر الحوار بين قطر والأرجنتين وتشيلي بفعل اللقاء المفتوح الذي استضافته مناظرات الدوحة في أوسينا ديل آرتي في سبتمبر.
وفي الآونة الأخيرة، تمكن سفراء مبادرة الأعوام الثقافية من المؤثرين أيضًا من استكشاف العاصمة الأرجنتينية وذلك ضمن جولة Culturide الثقافية التي استغرقت 16 يومًا في الأرجنتين وتشيلي، حيث جابوا المدينة بمعالمها، وجرّبوا مطابخها، وعايشوا فنونها بشكل مباشر.
تُقدّم بوينس آيرس مزيجًا مميزًا من التاريخ والفنون وأصناف الطعام والأحياء الفريدة، موفّرةً تجارب لا تُنسى لزوارها سواء الجدد أو العائدين منهم. وتشعل المدينة حب الاستطلاع لدى الزوّار في كل ركن، من عمارتها الفخمة وشوارعها التي تدبّ الحياة فيها إلى تقاليدها الثقافية وعاداتها الغنية في الطبخ. وسيجد المرء ما يروقه ويكتشف الجديد في كلّ مرة مع المعارض والحفلات الموسيقية والمهرجانات والفعاليات المجتمعية على مدار العام.
لتحصل على مزيد من الإلهام وتكتشف الفعاليات المقبلة في قطر، اطلع على برنامج العام الثقافي، واقرأ مقالات عن الثقافة الأرجنتينية في قطر.
