
برنامج الأعوام الثقافية يعزز الصِّلات بين قطر وتشيلي من خلال مبادرة "جداري آرت" في فالديفيا
2025/11/19

19 نوفمبر 2025 – الدوحة، قطر: شهدت كلية الهندسة المعمارية بجامعة أوسترال في فالديفيا بتشيلي حدثًا مميزًا تمثل في تعاون فنانَين قطريين لإنجاز لوحات جدارية رائعة، وذلك في إطار برنامج مبادرة الأعوام الثقافية الدولي لعام 2025. وتندرج هذه الخطوة ضمن مشروع برنامج "جداري آرت" للفن العام، وهو مشروع يسعى لتعزيز الحوار الثقافي ويُعيد تشكيل الفضاءات العامة من خلال فن الجداريات.
ويعد "جداري آرت" برنامجًا أطلقته متاحف قطر عام 2020 لتجميل الأماكن العامة بلوحات جدارية أبدعها فنانون محليون ودوليون. ومنذ تدشين نسخته الأولى، شهد المشروع توسعًا ملحوظًا ليشمل تدخلات فنية في مدن أمريكية، ومبادرات تعاونٍ مع مجموعات فنية من الهند وباكستان، وأنشطة مجتمعية شارك فيها أطفال المدارس. وفي كل نسخة من نسخ البرنامج، تدعو متاحف قطر فنانين جددًا لتقديم تصاميم جدارية أصيلة، مما يرسخ مكانة "جداري آرت" كمنصة عالمية تحتفي بالإبداع والتنوع الثقافي وتجميل المساحات الحضرية.

على مدى أسبوع من العمل الذي تواصل من من 7 إلى 14 نوفمبر، أبدع الفنانان القطريان مبارك المالك وعائشة الفضالة في رسم جداريات تعبر عن العلاقة بين الثقافتين القطرية والتشيلية، برفقة طلاب من برامج الهندسة المعمارية والفنون البصرية في جامعة أوسترال في فالديفيا بتشيلي.
وقد مثّل هذا المشروع، الذي نظمته مبادرة الأعوام الثقافية بالشراكة مع جامعة جورج ماسون، وجامعة أوسترال في تشيلي، ومعهد الفن العام، تجربة فريدة جمعت بين الفن والتعليم والدبلوماسية الثقافية.
وفي معرض تعليقه على مشاركته في هذا الحدث، قال الفنان مبارك المالك: "كان من الرائع جدًا أن أنقل إلى تشيلي قطعة فنية من بلدي قطر، وأن أرى اهتمام الناس بقصتنا. تمزج جداريتي بين رموز تقليدية، مثل البَطُّولة - التي ترمز للأمومة والوطن في ثقافتنا - وعناصر من المشهد التشيلي، مثل زهرة الكوبيوي. إنه حوار بصري بين عالمين".

من جانبها، أشادت الفنانة عائشة الفضالة بحفاوة الاستقبال الذي حظيت به في تشيلي، قائلة: "كانت تجربتي في فالديفيا رائعة، حيث استقبلتني عاصفة مطرية وسيل من الابتسامات. لقد أتاحت لي تجربة الرسم هنا اكتشاف طبيعة فريدة، زاخرة بالألوان والحياة. أردتُ أن تحتضن جداريتي مزيجًا من جمال فالديفيا ورموزًا من بلدي، فرسمت امرأة قطرية تستمتع باحتساء القهوة العربية وسط أزهار جنوب تشيلي".
يأتي هذا التبادل الفني في إطار برنامج مبادرة الأعوام الثقافية لعام 2025، وهو برنامج يجمع هذا العام كلًا من قطر وتشيلي والأرجنتين، مُعزِّزًا التفاهم المتبادل بين هذه الثقافات من خلال الإبداع. ومنذ انطلاقته عام 2012، دعم برنامج الأعوام الثقافية مشاريع في مختلف التخصصات، بما في ذلك التراث، والصناعات الإبداعية، والابتكار، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، توطيدًا للعلاقات الثقافية والدبلوماسية بين قطر ودول العالم.

وقال إدغار إندريس، الفنان التشيلي والأستاذ في جامعة جورج ماسون، الذي نسق التعاون بين فرق البرنامج من قطر وجامعة جورج ماسون في تشيلي: "إن اختيار فالديفيا كواحدة من المدن المستضيفة للفعاليات يظهر التزام البرنامج بإلغاء مركزية الفن وتشجيع التعاون بين المجتمعات المتنوعة".
وعلى مدار أسبوع العمل في ذلك الحدث، أقيمت أيضًا محاضرات عامة وزيارات إلى مواقع التراث المحلي، مما ساهم في إفساح مساحات للحوار بين الفنانين والطلاب والأكاديميين حول دور الفن العام كأداة للتبادل بين الثقافات.
لقد ترك حضور مبادرة الأعوام الثقافية في فالديفيا علامة مميزة، ليس فقط على جدران منطقة لوس ريوس، ولكن أيضًا على نطاق جامعتها ومجتمعها المحلي، مما جعل جنوب تشيلي تتصدر المشهد كنقطة اتصال جديدة على خريطة الفن العام العالمية.
