أزياء لها قصة - رمزية الملابس القطرية

يمكن للملابس أن تحكي قصة ثقافة ما بطريقة فريدة وشيقة. وهناك العديد من العناصر التي تشكل الزي التقليدي لبلد مثل المناخ والمواد ونمط الحياة والمعتقدات وحتى الأصباغ والألوان التي غالبًا ما تكون مأخوذة من الطبيعة.

أصول الأزياء القطرية

تشكل الملابس التقليدية، التي لا يزال يرتديها القطريون بشكل يومي، جزءًا لا يتجزأ من تراث قطر الذي تعتز به، كما ترمز الملابس القطرية إلى العقيدة الإسلامية والقيم الدينية للبلاد.

العباءة التقليدية التي ترتديها النساء في قطر عبارة عن فستان أسود يصل طوله إلى الأرض، وتتميز في الغالب بأكمامها الطويلة ولكن ليس دائمًا. وغالبًا ما ترتدي النساء هذه العباءة مع نوع معين من الحجاب يُعرف باسم الشيلة، وترتدي بعض النساء القطريات الجلابيب تحتها.

تشتمل الملابس القطرية التقليدية للرجال عادةً على الثوب، وهو ثوب أبيض طويل أنيق يُلبس مع غطاء رأس من القماش يُعرف باسم الغترة، ويُثبت في مكانه بالعقال، وهو رباط من الحبال. 

ومن الملابس المهمة الأخرى في قطر الكوفية، وهي غطاء رمزي للرأس استلهم المصممون منه تصميم تميمة بطولة كأس العالم فيفا – قطر 2022™، "لعيب"، للإشارة إلى الثقافة الغنية في المنطقة.

الأزياء المعاصرة في قطر 

بدايةً من الأزياء القطرية التقليدية المتميزة، إلى مصممي الأزياء القطريين الجدد الذين يعيدون اختراع ما تعنيه الموضة القطرية اليوم، هناك مشهد أزياء حيوي ومتطور باستمرار في الدوحة. 

تعمل العلامات التجارية مثل "طية" أو "حصة الحدادي"، على سبيل المثال لا الحصر، على إعادة تعريف هوية صناعة الأزياء العالمية عبر ابتكار أزياء راقية فاخرة مستوحاة من الثقافة العربية التقليدية.

وتُعدُ قطر أيضًا مركزًا للأزياء العالمية، حيث يوجد بها متاجر للعديد من الماركات العالمية الفاخرة في الدوح

مصممو الأزياء المحليون في قطر

اليوم، تمثل الأزياء القطرية البراعة والإبداع، مع تزايد عدد المصممين القطريين المحليين الذين يعيدون تعريف هذه المهنة من خلال التصاميم الجميلة واستخدام المواد المستدامة.

وقد تحدثت مبادرة "الأعوام الثقافية" مع مصممين محليين في إطار سلسلة مقابلات تسلط الضوء على الاستدامة في الدوحة، بما في ذلك مشاعل النعيمي، مؤسسة العلامة التجارية القطرية للأزياء المستدامة "مهفهف". وتساهم العباءات التي أعادت المصممة متعددة التخصصات تدويرها في استغلال نفايات القماش وعدم إلقائها في مكب النفايات.

وقد صممت مصممة الأزياء والمنتجات رباب عبد الله مجموعة من أغطية الوجه المعروفة باسم "البطولة" من البلاستيك الحيوي المستدام، مستوحية ذلك من التراث الثقافي لدولة قطر.

الأزياء القطرية في مركز M7

ينظم المركز المبتكر للإبداع M7 فعاليات وبرامج تعليمية على مستوى عالمي، مع التركيز على تشجيع ريادة الأعمال في مجال الأزياء والتصميم والتكنولوجيا.

ويدعم برنامج "زوارة: أحلام الدوحة" الرائد للتصميم الذي ينظمه مركز M7 المصممين القطريين من خلال خدمات التوجيه والإرشاد ويوفر منصة داخل مساحات العرض المؤقتة في المركز.

وقد استضاف مركز M7، الذي يقع في منطقة مشيرب قلب الدوحة، معارض أزياء واسعة النطاق مثل معرض كريستيان ديور، ومعرض مصمم الأحلام، ومعرض فوريفر فالنتينو.

ما هو أكبر عرض أزياء في قطر؟

كان عرض أزياء قطر فاشن يونايتد من تنظيم شركة CR Runway من عروض الأزياء القطرية الطموحة، حيث أُقيم على نطاق ملحمي حقًا في ملعب 974 خلال فترة استضافة قطر لمنافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا – قطر 2022. وقد عرض المعرض، الذي أشرفت على تنظيمه كارين رويتفيلد، أعمال أكثر من 100 مصمم أزياء، من أسماء مشهورة عالميًا، دعمًا للجهود الخيرية الهادفة لمؤسسة التعليم فوق الجميع.

المزيد من فعاليات الموضة الخيرية في قطر

تتميز مؤسسة "فاشن تراست آرابيا" بأنها مؤسسة غير ربحية لا مثيل لها في العالم العربي تقدم الفرص والتوجيه والدعم المالي لمصممي الأزياء الناشئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

التبادل الثقافي من خلال الموضة

تعتبر الصناعات الإبداعية ركيزة مهمة من ركائز مبادرة الأعوام الثقافية، وقد أُقيمت العديد من المبادرات والفعاليات والمعارض المشهورة على مر السنين لتسليط الضوء على الأزياء في الدوحة وخارجها، بالتعاون مع الدول الشريكة الموقرة التي شاركت في المبادرة. 

ستقبل العام الثقافي قطر- إندونيسيا 2023 حرفيين مهرة لمشاركة فن أقمشة الباتيك الإندونيسية، خلال برنامج ورش عمل امتد شهر في الدوحة.

وعلاوة على ذلك، شارك مصممون قطريون وإندونيسيون في سلسلة من برامج الإقامة التصميمية في إندونيسيا، واستكشفوا الحرف اليدوية المحلية وتعرفوا على كل شيء عن التطريز في تاسيكمالايا.

الأزياء ومبادرة الأعوام الثقافية 

بدايةً من الأقمشة محكمة الصنع والمجوهرات المزخرفة إلى الملابس التاريخية، يعد الزي الوطني وسيلة رائعة للتعرف على قصص الشعوب والأمم. وفي إطار العام الثقافي قطر- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022، أقيم عرض للأزياء اليمنية التقليدية في متحف قطر الوطني، بالتعاون مع السفارة اليمنية.

وسلط معرض "غزل العروق: حياكة التاريخ الفلسطيني" الذي أقيم في جاليري متاحف قطر بالحي الثقافي "كتارا" الضوء على تاريخ فلسطين من خلال فن التطريز المعقد.

يحكي المعرض البارز "أناقة إمبراطورية - منسوجات من إيران الصفوية"، الذي أُقيم في متحف الفن الإسلامي خلال عام 2023 في إطار إرث العام الثقافي قطر- الولايات المتحدة 2021، قصة التأثير التاريخي للحرير الناعم في إيران.

ومن الدول الأخرى المشهورة عالميًا بصناعة الأزياء الرائدة فرنسا بالطبع. وقد استقبل العام الثقافي قطر- فرنسا 2020 عمالقة صناعة الأزياء، بما في ذلك كارين رويتفيلد وإيلي صعب وفريدة خلفة، في السفارة القطرية بالعاصمة الفرنسية باريس في إطار فعالية "فاشن تراست آرابيا". 

وشهد إرث العام الثقافي قطر- فرنسا 2020 أيضًا افتتاح معرض "قصة حقيبة"، وهو معرض تراثي متجول من دار هيرميس للأزياء أُقيم في متحف قطر الوطني، يعرض تفاصيل تاريخ الحقائب المميزة للعلامة التجارية.

كما أُقيم معرض أزياء هندي رائع على هامش فعاليات العام الثقافي قطر- الهند 2019. واشتمل معرض "التراث والحرف والاستدامة: الطريق إلى الجمال الخالد" الذي عُقد في متحف الفن الإسلامي بالدوحة على مجموعة مختارة من الأزياء الهندية المعاصرة إلى جانب المنسوجات والإكسسوارات.

ومن بين الفعاليات الناجحة الأخرى لمبادرة الأعوام الثقافية التي عُقدت في مجال الأزياء والتصميم في قطر على مر السنين، معرض "هي للأزياء العربية" الذي أقيم للاحتفاء بالعام الثقافي قطر-ألمانيا 2017 ومعرض "طريق الحرير" في عام 2016، الذي يستكشف فن الحرير الصيني.

اكتشف الأماكن التي لا يمكن تفويتها في الدوحة وتعرف على المزيد عن الثقافة القطرية، من المطبخ إلى السينما مع مبادرة "الأعوام الثقافية".