الأعوام الثقافية
false
2025/06/25
وأقيمت فعاليات المعرض في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات تحت شعار "الابتكار والاستدامة: طريق قطر نحو 2030"، حيث جمعت أكثر من 200 عارض من جميع أنحاء العالم.
ويُشكّل تسليط الضوء على الأرجنتين، التي حظيت بتكريم خاص باعتبارها ضيف الشرف لنسخة هذا العام من المعرض، لحظة محورية في تعزيز التجارة الثنائية ونقل التكنولوجيا والتعاون المستدام بين البلدين.
تمثل هذه الشركات الناشئة السبعة أحدث الابتكارات الأرجنتينية، من التكنولوجيا الحيوية إلى تقنية البلوك تشين والذكاء الفضائي.
وقال سعادة السيد غييرمو نيكولاس، سفير الأرجنتين لدى قطر: "يُتيح لنا معرض بروجكت قطر إمكانية إبراز أن الثقافة أعمق من مجرد عروض للمتاحف والفنون والموسيقى". وأضاف: "لقد أتاح لنا هذا المعرض فرصة عرض سبع شركات ناشئة أرجنتينية تتمتع بقدر كبير من الابتكارات التكنولوجية الثرية. والمشاركة في هذا المعرض مهمة جدًا ليس فقط بالنسبة لنا، بل لدولة قطر أيضًا، لأنني أعتقد أنها ستوفر فرصًا قيّمة لكلا البلدين".
وأعربت لوسيا أراغون، رئيسة الشؤون المؤسسية في وزارة التنمية الاقتصادية الأرجنتينية، عن فخرها بالمشاركة في المعرض فقالت: "نحن فخورون للغاية بمشاركتنا في المعرض هذا العام. ويمنحنا هذا الحدث تحديدًا، كما نراه في الأرجنتين، أملاً كبيرًا، لأننا نؤمن في إمكانية توفير فرص جديدة وبناء علاقات بين البلدين من خلال الابتكار والتكنولوجيا". وأضافت: "لدينا هنا شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية جاءت لتقدم للعالم من حققناه من تطورات في الأرجنتين، ونأمل أن تستفيد قطر من هذه الخبرات والمعارف."
وفيما يلي نظرة عن كثب على الشركات الأرجنتينية السبع البارزة التي تقود هذه الموجة الجديدة من الابتكار:
تُحدث شركة SphereBio ثورةً في مجال الأورام من خلال تطوير لقاحات مخصصة لعلاج السرطان. وتستخدم هذه الشركة الناشئة تقنيات النانو لإنتاج جزيئات خاصة مستخلصة من خزعات الأورام، بهدف إعادة برمجة الجهاز المناعي لاكتشاف الخلايا السرطانية وتدميرها. ونظرًا لاختلاف كل شخص، بل وكل ورم سرطاني، عن الآخر، تحمل هذه الجزيئات بصمة الورم المميزة لتقدمها إلى الجهاز المناعي.
وقالت جولييتا بورتا، الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية للشركة، التي تتعاون مع كلية الطب بجامعة هارفارد وتسعى لإيجاد شركاء بحثيين جدد في قطر: "ما نقدمه هو طريقة جديدة لإنتاج اللقاحات. وقد بدأنا بإنتاج لقاحات لعلاج السرطان لأننا بحاجة ماسة إلى تقنيات جديدة. ولا تصل ما يقرب من 90% من العلاجات إلى السوق". وأضافت: "العالم بحاجة إلى ابتكارات جديدة، حيث يبحث الأطباء عن علاجات جديدة، ويمكننا أن نمنح الأمل لهؤلاء المرضى".
تعمل شركة Proyecto Focus على بناء مجموعة من الأقمار الصناعية الصغيرة المجهزة بتقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR) في النطاق X لمراقبة البنى التحتية الحيوية والأصول الطبيعية، بدايةً من الجسور والمناطق الحضرية ووصولاً إلى المناطق البحرية.
ويمكن أن يشكل هذا الرصد عالي الدقة ومنخفض التكلفة أداةً أساسيةً للتخطيط الحضري والسلامة البيئية والوقاية من الكوارث، مما يجعله يكتسي أهمية خاصة لتحقيق أهداف البنية التحتية الذكية في قطر الواردة في رؤية قطر الوطنية 2030. وقد شارك ألبرتو بيريز كاسينيلي، مؤسس شركة Proyecto Focus في جلسة متخصصة عُقدت بعنوان "ريادة الأعمال من أجل التأثير: من الأرجنتين إلى قطر" نظمتها مبادرة الأعوام الثقافية.
تعمل شركة NoBac على مواجهة أزمة المياه العالمية باستخدام مرشحات مياه مستدامة وبسيطة في تقنياتها، تُوفر مياه شرب آمنة للعائلات التي لا تصلها إمدادات المياه الرئيسية. وتُمثل هذه المشكلة تحديًا كبيرًا، ليس فقط في أمريكا اللاتينية، بل في جميع أنحاء العالم.
وقالت جابرييلا ديلجادو، مؤسِّسة الشركة: "لا يحصل واحد من كل ثلاثة أشخاص حول العالم على مياه شرب آمنة. وقد ابتكرنا مُرشِّحًا بسيطًا وبأسعار معقولة بعد 15 عامًا من العمل مع العائلات والمجتمعات المحلية. إنها تقنية بسيطة للغاية لا تحتاج إلى طاقة للعمل، وتتصدى لإحدى المشكلات الرئيسية في مجال معالجة المياه، وهي التلوث البكتيري".
ومع امتلاكها لخطط مستقبلية للتصنيع في قطر، تسعى شركة NoBac بفعالية إلى الحصول على دعم وعقد شراكات استراتيجية في المنطقة.
تُحدث شركة AVaTAR نقلة نوعية في جراحة القلب من خلال أجهزة تُعيد تشكيل صمامات القلب باستخدام أنسجة المريض نفسه. ويُعد هذا الابتكار مؤثرًا بشكل خاص لدى الأطفال، إذ ينمو مع نمو الجسم، ويجنبهم الحاجة لاستخدام الأطراف الاصطناعية التقليدية.
وتوفر شركة AVaTAR حلاً أكثر أمانًا وفعاليةً وقابليةً للتكيف مع نمو الجسم، إذ يجمع بين التكنولوجيا الحيوية والتصميم القائم على الإنسان، وهو بالضبط نوع الحل الذي يسعى مُبتكرو الرعاية الصحية في قطر إلى تبنيه. كما تحدث السيد توماس أرمينداريز، مؤسس الشركة خلال جلسة "ريادة الأعمال من أجل التأثير: من الأرجنتين إلى قطر".
تستخدم شركة Greempact تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات لتحسين استهلاك الطاقة، وخفض التكاليف، وتقليل البصمة الكربونية. وخلال مشاركته في معرض "بروجكت قطر"، أعلن نيكولاس فيزكاينو، مؤسس الشركة، عن برنامج Greempact الجديد للذكاء الاصطناعي لتسريع الحصول على شهادات الاستدامة مثل LEED والأيزو ISO 50001.
وقال فيزكاينو: "نحن نعيش في خضم ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي. وهذه هي اللحظة المثالية لتطبيق تقنياتنا في قطر، بما يدعم مبادرات على غرار "ترشيد"، البرنامج الوطني لترشيد الطاقة وكفاءة استخدامها". وأضاف: "يجب أن تكون التكنولوجيا الوسيلة الأمثل لتحقيق النمو الاقتصادي والاستدامة". ونظرًا لتداخل أهداف الاستدامة بشكل واضح، تُعدّ " Greempact" شريكًا مثاليًا في مسيرة قطر نحو التحول الأخضر."
يساهم حل "Casa Token" الرائد الذي طرحته شركة "Pala Blockchain" في تمكين المطورين من ترميز أصول حقيقية، مثل العقارات أو الحقوق الاقتصادية، وتخزين الوثائق القانونية بأمان باستخدام تقنية البلوكتشين. ويُمثل كل رمز وثيقة قانونية معتمدة من قِبَل الموثقين، وهو ما يُسهّل الاستثمار القابل للتوسع والشفاف.
وقد شارك مؤسس الشركة رودولفو هوراسيو فيجليانو أيضًا في جلسة "ريادة الأعمال من أجل التأثير: من الأرجنتين إلى قطر" في اليوم الثالث من فعاليات معرض "بروجكت قطر"، إلى جانب الشركات السبع الأخرى.
وفي منطقة لديها اهتمام قوي بالتحول الرقمي والأطر القانونية الآمنة، توفر منصة Pala مستقبلاً واعدًا للابتكار في مجال العقارات وعقود الطاقة.
تُعدُ HAK واحدة من أكبر الوكالات الرقمية الوطنية في الأرجنتين، حيث تقدم حلولاً متكاملة في مجالات التسويق والإنتاج السمعي البصري وشراء المواد الإعلامية. وتحمل الشركة شهادات اعتماد من شركات ميتا وجوجل وتيك توك، وتُصدر خدماتها بالفعل إلى باراغواي والولايات المتحدة وإسبانيا.
وبفضل فرقها المحلية المنتشرة في ست مقاطعات، تجسد وكالة HAK الإمكانات الإبداعية التي تقدمها الأرجنتين الآن لشركائها الدوليين، بما في ذلك الاقتصاد الإبداعي المزدهر في دولة قطر.
تتماشى مشاركة الأرجنتين في معرض بروجكت قطر 2025 استراتيجيًا مع أهداف قطر طويلة الأمد لتنويع الاقتصاد وتنمية القطاع الخاص وتعزيز نمو الصناعة الذكية.
وقال هيرنان لومباردي، وزير التنمية الاقتصادية بمدينة بوينس آيرس: "نحن نفهم بعضنا البعض جيدًا من بوينس آيرس إلى الدوحة، ونقوم بالعديد من الأنشطة في المجال الثقافي، حيث نخطط للمشاركة في أكثر من 60 معرضًا خلال العام الحالي". وأضاف: "لكن هناك المزيد من الفعاليات التي ستُقام تحت مظلة العام الثقافي 2025، ستوفر فرصًا للمزيد من الشركات، وإتاحة المزيد من الوظائف، وضخ المزيد من الاستثمارات، من قطر في الأرجنتين ومن الأرجنتين في قطر، وهو ما سيساعدنا على تعزيز تعاوننا المشترك".
وبفضل الاهتمام المشترك بقضايا الاستدامة والابتكار وريادة الأعمال، تعمل الأرجنتين وقطر على صياغة نوع جديد من الشراكة، حيث تشكّل الثقافة المشتركة الأساس للتقدم المشترك.
وبدايةً من خدمات الرعاية الصحية الحديثة إلى السلامة الحضرية المدعومة بالأقمار الصناعية، تستعد الشركات الناشئة الأرجنتينية للعمل مع المؤسسات والباحثين والمستثمرين القطريين لمواجهة تحديات المستقبل.
تعرَّف على المزيد من المعلومات حول الفعاليات المقبلة التي ستقام في إطار برنامج العام الثقافي قطر- الأرجنتين 2025.
