الأعوام الثقافية

false

false

أصوات تشيلية في قطر - لقاء مع الطيار والفنان فيرناندو جاراميلو

2025/09/11

في إطار فعاليات العام الثقافي قطر - الأرجنتين، وتشيلي 2025، تحتفي سلسلة "أصوات تشيلية في قطر" بالمواطنين التشيليين المقيمين في قطر ومساهماتهم في إثراء المشهد الثقافي النابض بالحياة في البلاد. ومن بين هؤلاء المقيمين فيرناندو جاراميلو، الطيار التجاري التشيلي الذي رسّخ مكانته بشكل متزايد باعتباره فنانًا متميزًا في الدوحة.
Chilean Voices in Qatar: Fernando Jaramillo

وُلد فيرناندو في العاصمة التشيلية سانتياغو، وبدأ مسيرته في مجال الطيران مبكرًا. ويستحضر فيرناندو طموحاته في طفولته فيقول: "لطالما راودتني الرغبة في أن أصبح طيارًا، ولا أتذكر يومًا فكرت فيه في خيارات أخرى لكسب عيشي".

وقد قادته مسيرته المهنية إلى مختلف أنحاء العالم تقريبًا، وحول ذلك يقول: "منذ أن بدأت مسيرتي المهنية كطالب في مجال الطيران بولاية كاليفورنيا، حصلت أيضًا على أول وظيفة لي كمدرّب للطيران." ثم انتقل فيرناندو لاحقًا إلى سويسرا، ويسترجع هذه الذكريات فيقول: "كنت أقود الطائرات لحساب شركة متعاقدة مع الصليب الأحمر، حيث كنت أنقل المساعدات الإنسانية إلى قارة أفريقيا في بلدان متعددة مثل أنغولا، وإثيوبيا، وموزمبيق وغيرها، وذلك لبضع سنوات." وبعد تجاربه مع شركة لان التشيلية والخطوط الجوية السنغافورية وشركة الاتحاد للطيران، التحق أخيرًا بالخطوط الجوية القطرية" ويستحضر فيرناندو هذه المسيرة فيقول: "تقترب مسيرتي من نهايتها بعد قضاء 32,000 ساعة طيران في بلد شديد التنوع من الناحية الثقافية والفنية." 

السعي لمتابعة شغف إبداعي جديد

بينما هيمن الطيران على حياة فرناندو المهنية حتى وقت قريب، برز جانبُه الإبداعي منذ طفولته. وحول ذلك يقول: "بدأت رحلتي مع الفن عندما كنت تلميذًا في المدرسة، فقد كنت أمتلك موهبة فنية فطرية، ربما نبعت من ولعي بالقصص المصورة التي استحوذت على اهتمامي في صغري". ومع ذلك، ظلّ الفنّ نشاطًا ثانويًا، مثل كثيرين، حتى أجبرته جائحة كورونا على التوقف عن روتينه المعتاد. ويتحدث فيرناندو عن هذه التجربة فيقول: "انفصلتُ عن عائلتي لقرابة عام، وبقيتُ في المنزل لأقضي الكثير من أوقات الفراغ. وبدأتُ نشاطي الإبداعي باستخدام الألوان المائية الصغيرة، ثم انتقلتُ إلى الأكريليك كبير الحجم".

Fernando Jaramillo 2 - EN.jpeg

واكتسبت مسيرة فيرناندو الفنية زخمًا عندما أدرك وجود سوق لأعماله. وحول ذلك، يقول: "في البداية، كنت أبيع لوحات فنية تتعلق بالطيران وصورًا شخصية حديثة لزملائي، ثم وجدتُ زبائن في قاعات عرض كبيرة، ومعرضًا فنيًا يُمثلني".

العثور على الإلهام في الدوحة 

نظرًا لإقامة عائلته في إسبانيا، يقضي فيرناندو معظم وقت فراغه في الرسم أو ممارسة الرياضة. وحول ذلك، يقول: "أُنتج معظم أعمالي الفنية في الدوحة، التي تتمتع بحياة فنية وثقافية متعددة النكهات ونشطة جدًا تتميز بسهولة الحصول على المواد اللازمة لإنتاج الأعمال الفنية". ويجمع فيرناندو بين الأسلوب الديناميكي والتصويري، حيث يقول: "نهجي في عملي بسيط إلى حدٍ ما، حيث أنني أحب مواضيع مثل فن الفروسية، والثيران، والصور الشخصية، والرياضة، والطائرات، والسيارات، والسفن، وغالبًا ما أنتج لوحاتي باستخدام أسلوب تصويري حديث، ولكن مع سؤال واحد يدور في ذهني وهو: هل سأعلق هذه اللوحة على حائطي؟"

وقد أثرت البيئة متعددة الثقافات التي يعيش فيها فيرناندو على ممارسته الفنية؛ فقد عُرضت أعماله في جميع أنحاء أوروبا، وكان الفنان الأكثر مبيعًا في المعرض الخيري لعام 2024 الذي أقيم لإغاثة ضحايا إعصار دانا في فالنسيا. وحول ذلك، يقول: "كان معرض دانا نقطة تحول في حياتي. فقد شاركتُ المسرح مع فنانين محترفين، وأصبحتُ الفنان الأكثر مبيعًا وأكبر مساهم في جهود إغاثة ضحايا إعصار دانا في المعرض. وقد منحني هذا الأمر الثقة لمواصلة مسيرتي الفنية كخيار في أيام ما بعد انتهاء عملي في مجال الطيران".

المعارض والروابط الفنية

من بين أحدث أعماله سلسلة عُرضت في فندق حياة روتانا بالدوحة. ويستحضر فيرناندو هذه التجربة فيقول: "لقد تبلور مشروع حياة روتانا بفضل بعض الأصدقاء الإسبان الذين اقترحوا الفكرة على إدارة الفندق. وقد تُرجم هذا الاقتراح إلى خمس لوحات كبيرة الحجم معروضة بشكل دائم في قاعة الفندق ذات الطابع الإسباني".

Fernando Jaramillo 1 - AR.jpeg

وعلى الرغم من تنوع مواضيعه، يظل هدف فرناندو ثابتًا، وهو التواصل مع الطبيعة. ويوضح ذلك فيقول: "بصفتي فنانًا، لا أبحث عمدًا عن الروابط الثقافية، بل أبحث عن أرضية مشتركة تروق للمتلقي المستهدف مثل جميع الدوافع الإسبانية لمشروع فندق حياة روتانا، وفن الفروسية للمعارض المحلية في الدوحة، والبولو والجولف لهواة جمع الأعمال الفنية المحلية في مدينتي بإسبانيا."

 

ومع تطلعه إلى المستقبل، يركز فيرناندو على توسيع نطاق أعماله، حيث يقول: "أسعى إلى إنشاء موقع شخصي على شبكة الإنترنت يُعزز الجانب التجاري للمشروع ويزيد من ظهوره الإعلامي".

وبدايةً من رحلته حول العالم بصفته طيارًا وصولاً إلى فصله الجديد باعتباره فنانًا واعدًا في قطر، تُعدّ مسيرة فيرناندو نموذجًا للتعلم والاستكشاف مدى الحياة. وبصفته عضوًا في الجالية التشيلية في قطر، تُجسّد قصته روح التبادل الثقافي التي تحظى بموقع رئيسي في صميم العام الثقافي قطر - الأرجنتين وتشيلي 2025.

اكتشف الفعاليات المقبلة في قطر وخارجها، أو اقرأ المزيد من المقالات الملهمة حول الأشخاص الذين يساهمون في تشكيل ملامح هذا العام الثقافي.