قطر وإندونيسيا تحتفلان بعلاقات تاريخية عميقة عبر تبادل إبداعي يستمر على مدار عام من خلال مبادرة الأعوام الثقافية التابعة لمتاحف قطر

احتفالاً بالعام الثقافي قطر - إندونيسيا 2023، تعرض متاحف قطر بعض الكنوز الدفينة من إندونيسيا والموجودة ضمن مجموعاتها ومتاحفها الشهيرة.
وعلقت عائشة غانم العطية، مدير إدارة الدبلوماسية الثقافية في متاحف قطر، قائلةً: "إن المقتنيات المذهلة والصور الفوتوغرافية المؤثرة المعروضة في متحف الفن الإسلامي ومتحف لوسيل تسلط الضوء على الروابط العميقة بين الثقافتين الإندونيسية والقطرية، فنحن نتشارك الكثير من حيث التراث الديني ونتشابه في تقديرنا للتاريخ وتطلعنا للمستقبل. أنا متحمسة ليتعرف شعب قطر أكثر على هذا البلد الجميل من خلال القصص التي ترويها هذه القطع."

وقال سعادة السيد رضوان حسن، سفير جمهورية إندونيسيا لدى دولة قطر: "إندونيسيا هي أول دولة في جنوب شرق آسيا تشارك في مبادرة الأعوام الثقافية، وهو ما يُبرهن على ارتباطنا التاريخي وتعاوننا المتزايد عبر العديد من القطاعات". وأضاف قائلًا: "سيشكل هذا العام احتفالًا مبهجًا بفضل ما يمكن أن يحدث عند اجتماع ثقافتين. أتوق ليشهد ذلك شعبا قطر وإندونيسيا".

مجموعة متحف الفن الإسلامي

بعد مشروع تحسين المرافق وإعادة تصور وتركيب صالات عرض المجموعة الدائمة الذي أجراه المتحف مؤخراً، قدم متحف الفن الإسلامي صالات عرض جديدة ورائعة مخصصة لمنطقة جنوب شرق آسيا، وهو جانب لا يتم التطرق له عادةً في متاحف الفن الإسلامي. تُذكِّر صالات العرض الزوار بأن المنطقة اليوم هي موطن لأكبر جالية إسلامية من جميع أنحاء العالم. تجدون أيضاً مجوهرات من الذهب الإندونيسي والمنسوجات من بين المعروضات.

تسلط صالات العرض الضوء أيضًا على العلاقة بين الثقافات المختلفة من خلال المعروضات الخاصة بتجارة السلع وتبادل الأفكار عبر العالم الإسلامي وغيره من المناطق.
أوضحت نائب المدير للشؤون المتحفية بمتحف الفن الإسلامي، شيخة ناصر النصر: "في متحف الفن الإسلامي، نروي قصة انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم والتأثير الذي أحدثه على الفن والثقافة. يكمل متحف الفن الإسلامي بحلته الجديدة هذه القصة بإضافة صالات عرض في منطقة المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا."

مجموعة متاحف قطر

وقال الدكتور جايلز هدسون، قيم الصور الفوتوغرافية، في وصفه لسرديات الصور الفوتوغرافية المُلتقطة في مطلع القرن لحجاج متوجهون من إندونيسيا إلى مكة، والتي تعد جزءًا من مجموعة متاحف قطر العامة، بالإضافة إلى مشاهد من الحياة اليومية العصرية للمسلمين في جاوة وجاكرتا: "بينما تستكشف متاحف قطر ومؤسساتها التأثير الدائم لطرق التجارة النشطة التي تنقل الأشخاص والأشياء والأفكار حول العالم، فإن هذه الصور المؤثرة تنقل انتشار وتأثير الإسلام في جميع أنحاء العالم وكيف أحدث تأثيرًا عميقًا في طريقة تعامل الناس مع بعضهم البعض حتى يومنا هذا."

تاريخٌ آسر

التقط صور الحجاج كريستيان سنوك هورخرونيه، عالم الإثنوغرافيا الهولندي الشهير، والذي كان من أوائل الأوروبيين الذين زاروا مكة وأول من التقط صورًا لمكة المكرمة. وقد نشر هورخرونيه صورًا للعمارة في مكة وسكان مكة عام 1888 باسم "بيلدراتلاس زو مكة" (أطلس لصور من مكة).
يحتوي الأطلس على أكثر من اثني عشر لوحة فوتوغرافية للحجاج من إندونيسيا. التُقطت هذه الصور على الأغلب كلها في حديقة القنصلية الهولندية في جدة حيث مر بها جميع الحجاج من إندونيسيا (كانت إندونيسيا تحت الحكم الاستعماري الهولندي في القرن التاسع عشر). حيث يأتي الحجاج من مجتمعات إسلامية متنوعة من جميع أنحاء إندونيسيا، بما في ذلك سومطرة وجاوة وسولاويزي وكاليمانتان ومولوكاس ومن ضمنها أمبون.

العام الثقافي قطر - إندونيسيا 2023

سيشمل برنامج العام الثقافي قطر-إندونيسيا 2023 الذي يستمر لمدة عام كامل مجموعة من العروض، والمعارض، والفعاليات الرياضية وفعاليات الطهي، ومشاريع التصوير الفوتوغرافي، وبرامج الإقامة والتطوع، وغيرها الكثير. كانت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، قد أطلقت مبادرة الأعوام الثقافية في عام 2012، وهي تبادل ثنائي سنوي يعمق التفاهم بين قطر ودولة شريكة وشعبها من خلال عام من البرامج الثقافية.

وفي تركيز خاص هذا العام على أساس الخبرة التي اكتسبتها قطر في تطوير اقتصادها الإبداعي، سيشمل العام الثقافي قطر-إندونيسيا 2023 التركيز على المشاريع التي من شأنها تعزيز الصناعات الإبداعية في كلا البلدين مع التركيز على الشراكات المستدامة وطويلة الأجل.