الأعوام الثقافية

false

false

برنامج الأعوام الثقافية يوحّد المتطوعين وأهالي ماتانساس لحماية البيئة وإحياء التراث الثقافي

2025/10/17

3 (1).jpg

نافيداد، تشيلي - 03 أكتوبر 2025 –شكّلت بلدة ماتانساس الساحلية في بلدية نافيداد على مدى ستة أيام مسرحًا لرحلة التطوّع الدولية ضمن فعاليات العام الثقافي قطر – تشيلي 2025، حيث اجتمع متطوعون وفنانون ومهنيون من قطر مع أبناء المجتمع المحلي للمشاركة في مشاريع ذات أثر اجتماعي وثقافي وبيئي، شملت تنظيف الشواطئ، وتقديم ورشات عمل فنية وحِرَفية تقليدية، وتنظيم لقاءات مجتمعية.

نظّمت متاحف قطر المبادرة بالتعاون مع شركة تراما للإدارة الثقافية، ومجموعة لا كانشا الفنية، وبلدية نافيداد، وشاركت فيها جهات محلية متخصصة في مجالات مختلفة، هي اتحاد جامعي الطحالب البحرية في نافيداد بقيادة سيسيليا ماسفيرر، ومجلس أحياء ماتانساس، واستوديو باتو الإبداعي بإشراف الخزّافة الخبيرة آنا هينوخوسا، إلى جانب المنظمة غير الحكومية سوب ريو أباخو، التي دعمت يوم تنظيف الشواطئ.

وقال حازم إدريس، رئيس قسم خدمة المجتمع في متاحف قطر، في إطار البرنامج: "شارك بعض المتطوعين للمرة الأولى في حملات تنظيف الشواطئ، وخاضوا تجربة جديدة تمامًا كالتجديف على زوارق الكاياك أو على الألواح. كانت لحظات لا تُنسى، جمعوا خلالها الجزيئات البلاستيكية الدقيقة والملابس والزجاج من منطقة ينبغي أن تكون تحت حماية اليونسكو. (...) ولكن وكما أقول دائمًا، هذه تجارب تبقى في الذاكرة مدى الحياة. والأهم هو أن يتحوّل المتطوعون إلى سفراء ينقلون تجاربهم ويتحدثون عن تشيلي والأرجنتين عند عودتهم، لأن ما نسعى إليه هو ترك إرث يتجاوز حدود الرحلة."

أسبوع من التعاون الثقافي المتبادل

أُقيم البرنامج في ماتانساس بين 27 سبتمبر و2 أكتوبر، وتضمّن مجموعة متنوعة من الأنشطة، منها:

  • تنظيف السواحل وممارسة الرياضات المائية عند مصب نهر رابيل، بدعم من منظمة سوب ريو أباخو.
  • رسم جدارية مجتمعية شارك في إبداعها فنانون من تشيلي وقطر في مبنى مجلس أحياء ماتانساس.
  • مسار جامعي الطحالب البحرية الذي أبرز حرفة نسائية عريقة ودور المرأة في نقل المعرفة إلى الأجيال الجديدة.
  • ورشات فنية في الحرف الإبداعية الموجهة لأفراد المجتمع شملت الفخار، والخزف، والتصوير الفوتوغرافي، وتقنيات الترميم التقليدية.
  • تجديد الغطاء النباتي المحلي من خلال زراعة أنواع أصيلة من النباتات مثل الماكي والمايتين والبيومو والألستروميريا ونبات "باتا دي غواناكو".
  • التعاون في مجال الطهي الذي جمع بين وصفات قطرية ومحلية بوصفه مساحة للتبادل الثقافي.
1 (1)-2.jpg

وقال خوسيه توماس غوزمان، مدير مجموعة لا كانشا الفنية: "كان من المهم بالنسبة لنا أن نبدأ بحملة تنظيف الشواطئ كي يفهم المتطوعون السياق الجغرافي والتنوع البيولوجي الفريد في مصب نهر رابيل.  (...) لقد كان اللقاء ثريًا للغاية، اكتشفنا من خلاله الروابط بين ثقافتينا، من هندسة المنسوجات البدوية وشعوب تشيلي الأصلية، إلى طريقة تعامل كلٍّ منا مع الطبيعة؛ فقد كانت الطبيعة لغتنا المشتركة منذ البداية."

وشكّلت الفعالية التي نُظِّمت مع جامعات الطحالب البحرية إحدى أبرز محطات الرحلة التطوعية، إذ سلّطت الضوء على الدور الحيوي للمرأة في هذه الحرفة، ورسّخت الصلة الوثيقة بين الثقافة والطبيعة والمجتمع.

وأضافت ناتاليا ستيبو، مدير شركة تراما للإدارة الثقافية، قائلة: "يُركّز برنامج الأعوام الثقافية على الإرث الذي تتركه الفعاليات بعد انتهائها. اخترنا ماتانساس لأننا وجدنا فيها مجتمعًا مترابطًا وواعيًا يرى في الثقافة محرّكًا أساسيًا للتنمية، وكان ذلك الفارق الذي ضمن استمرارية أثر الرحلة التطوعية في عمل المجتمع وذاكرته. وبالنسبة لنا، كان تسليط الضوء على الثقافة الريفية والتراث الحي للمدن الصغيرة في تشيلي أمرًا جوهريًا، فهناك تتأصل الجذور وأصدق أشكال التعبير الثقافي لبلادنا. كانت رؤيتنا في 'تراما' أن نبتعد عن المراكز الحضرية الكبرى، وأن نلتزم بأرض تُظهر كيف يمكن للإبداع والتعاون أن يُحدثا تحولًا حقيقيًا في حياة المجتمع ويتركا إرثًا دائمًا."

إرث مشترك

عادت رحلة المتطوعين من ماتانساس تاركة وراءها جداريات ومساحات أنظف ونباتات محلية جديدة، ترافقها قناعة راسخة بأنه يُمكن للثقافة أن تبني جسرًا يربط بين البشر والأماكن وأنماط الحياة المختلفة.

وفي روح برنامج الأعوام الثقافية، تحوّلت كل مبادرة، من إزالة النفايات البحرية إلى مشاركة وصفة أو رسم جدارية، إلى حلقة وصل بين الثقافات. ففي ماتانساس، تضافرت الطبيعة مع المجتمع لتكون منبع رسالة بسيطة، ولكنها عميقة: العناية بالبيئة هي أيضًا فعلٌ ثقافي.